بعد هدوء استمر لأشهر، عادت التفجيرات الانتحارية الدموية تهز بغداد لتوقع أمس أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ 3 سنوات.
فعلى وقع الانهيار الاقتصادي وتداعيات فيروس كورونا المستجد بالإضافة إلى التجاذبات السياسية التي تسبق الانتخابات التشريعية، قتل ما لا يقل عن 32 شخصا وأصيب 110 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين بساحة الطيران في وسط بغداد.
وقع الاعتداء في سوق البالة في ساحة الطيران التي غالبا ما تعج بالمارة والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 31 قتيلا، وأوضح بيان لوزارة الداخلية العراقية أن انتحاريا أول فجر نفسه في سوق البالة الذي تباع فيه ملابس مستعملة، في ساحة الطيران وسط العاصمة «بعدما ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله»، مضيفا أن الانتحاري الثاني فجر نفسه «بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول».
وأفاد وزير الصحة حسن التميمي بأن عدد القتلى 32، مشيرا الى إصابة 110 أشخاص آخرين بجروح، وقد غادر معظمهم المستشفيات، ويحذر الأطباء من ارتفاع في عدد الضحايا، فيما كل الطواقم الطبية بالعاصمة في حالة تعبئة.
وسمع دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة. وانتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية الى المكان، وفق ما أفاد صحافيون، وكان عدد منهم يساعدون فرق الإسعاف على انتشال المصابين. ولم تتبن أي جهة الاعتداء.
وعلق الرئيس العراقي برهم صالح على الانفجارين في تغريدة بحسابه على «تويتر» قائلا «الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكدان سعي الجماعات الظلامية الى استهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام»، مضيفا «نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا».
وترأس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية والاستخباراتية، وأمر بإجراء تغييرات في مفاصل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المسؤولة. ووصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق التفجيرين بـ«العمل المروع»، مشيرة الى أنهما «لن يوقفا مسيرة العراق نحو الاستقرار والازدهار».
وأعرب البابا فرنسيس عن «حزنه العميق» للتفجيرين، واعتبرهما «عملا وحشيا عبثيا». وفي برقية للرئيس العراقي قال البابا الذي ينوي زيارة العراق في مارس، إنه «واثق من أن الجميع سيسعى الى تخطي العنف بأخوة وتضامن وسلام».
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان، عن إدانة المملكة «واستنكارها الشديدين» للهجوم، مشددة على «تضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة ضد ما يهدد أمنها واستقرارها».
كما استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة «هذه الأعمال الإجرامية»، وأكدت «رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية».
وأكدت البحرين تضامنها مع «جمهورية العراق الشقيقة في حربها ضد الإرهاب»، مؤكدة رفضها «العنف والتطرف بكل أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته».
وأكدت قطر موقفها «الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب».
كما نددت السفارة الأميركية في بغداد بالاعتداء.
كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف التفجيرين، مؤكدا في بيان صحافي تضامن مجلس التعاون مع العراق في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيه.
وشدد الحجرف على مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف ونبذه لكل أشكاله وصوره ورفضه لدوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه، معربا عن خالص تعازيه ومواساته لأهالي الضحايا وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.
وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها الشديدة للتفجيرين، ووصف الأمين العام للمنظمة د.يوسف العثيمين في بيان صحافي التفجيرين بأنهما عمل إجرامي وإرهابي، مجددا موقف المنظمة الثابت الذي يدين الإرهاب بكل أشكاله.