تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم عتبة الـ100 مليون، اضافة الى مليون و149 ألف وفاة، بحسب احصاء جامعة جونز هوبكنز الأميركية، قبل أن تؤتي حملات التطعيم الجماعية أوكلها، فيما تواصل دول العالم اجراءاتها الاحترازية والاغلاقات التي تؤجج احتجاجات في أكثر من دولة.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة خبراء تابعة لمنظمة الصحة العالمية حول اللقاحات أمس أن الجرعة الثانية من لقاح موديرنا ضد كوفيد-19 يمكن ان تعطى خلال مهلة تصل الى ستة أسابيع بعد الجرعة الأولى في ظروف استثنائية.
وأوصت مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية بإعطاء لقاح موديرنا بفارق 28 يوما بين الجرعتين لكنها قالت إن الجرعة الثانية «يمكن ان ترجأ لمدة 42 يوما» في حال استجدت ظروف استثنائية مرتبطة بانتشار كثيف للوباء في بلد ما أو نقص في اللقاحات، كما هو الحال الآن، حيث أعلنت شركات اللقاحات تأخرا في الإمدادات دفع الكثير من الدول الى تأخير او إعادة جدولة حملات التطعيم.
وفي السياق، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين أمس، بعد الإعلان عن تأخير في تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى أوروبا، أن على مصنعي اللقاحات «الإيفاء بوعودهم وتنفيذ التزاماتهم»، لا سيما أنهم استفادوا من استثمارات أوروبية هائلة.
وقالت في مداخلة بالفيديو خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي: «استثمرت أوروبا المليارات لتطوير اللقاحات الأولى وضمان منفعة عالمية حقيقية».
وأضافت «والآن يتعين على الشركات الإيفاء بوعودها وتنفيذ التزاماتها».
وتريد المفوضية أجوبة من مجموعة أسترازينيكا البريطانية -السويدية وفايزر الأميركية بشأن التأخر في تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي.
وفي مؤشر على القلق من احتمال أن تكون مجموعات صناعة الأدوية بصدد بيع لقاحات مخصصة للاتحاد الأوروبي إلى جهات تدفع أكثر خارجه، تسعى المفوضية لإلزام الشركات بتبليغ السلطات عن أي عمليات تصدير خارج الاتحاد.
وأكدت فون دير لايين في كلمتها على المبادرة قائلة «سننشئ آلية شفافة لتصدير اللقاح» من أجل «ضمان» إيفاء الشركات بالتزاماتها التعاقدية تجاه الاتحاد.
من جهتها، حذرت منظمة الصحة من أن الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء بشأن الحصول على اللقاحات، مشيرة إلى أنها لا تزال بحاجة إلى 26 مليار دولار لآليتها الرامية إلى تسريع نشر أدوات مكافحة كوفيد-19 في العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس «في وقت نتكلم الآن، تنشر الدول الغنية لقاحات في حين تكتفي الدول الأقل تطورا بالمشاهدة والانتظار».
وأضاف في مؤتمر صحافي «في كل يوم ينقضي تزداد الهوة بين الأثرياء والفقراء».
وشدد على أن «النزعة القومية في مجال اللقاحات قد تخدم أهدافا سياسية على المدى القريب، لكن المصلحة الاقتصادية لكل أمة على المدى المتوسط والبعيد تملي دعم المساواة في الوصول إلى اللقاحات».
وقال إن التصرف على أساس «القومية في مجال اللقاحات قد تكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 9200 مليار دولار، ونصف هذا المبلغ، أي 4500 مليار دولار، ستتكبده الاقتصادات الأكثر ثراء».
وأكد غيبرييسوس أن الاستثمار في برنامج آكت أكسيليريتور، الآلية الهادفة إلى تسريع تطوير وإنتاج لوازم التشخيص والعلاجات واللقاحات ضد فيروس كورونا، وضمان توزيعها بشكل عادل، ليس عملا خيريا إنما ببساطة «منطق اقتصادي».
ورأى أن «الأرقام يمكن أن تكون صادمة لما ترمز إليه: كل وفاة تتعلق بوالد أحدهم أو شريكه أو ولده أو صديقه».
وتثير قرارات الإغلاق والحجر الهادفة إلى وقف انتشار وباء «كوفيد ـ 19» احتجاجات أدت في بعض الأماكن إلى أعمال عنف وشغب.
ففي هولندا ومنذ أيام ينظم معارضون لقرار حظر التجول تظاهرات أدت إلى مواجهات مع قوات الأمن، وتسبب قرار حظر التجول للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، بأعمال شغب مع مواجهات بين محتجين والقوى الأمنية وأعمال تخريب طاولت متاجر في مدن امستردام وروتردام ولاهاي الرئيسية، فضلا عن مدن أصغر مثل هارلم واميرسفورت وخيلين ودين بوش.
وأوقف أكثر من 184 شخصا كما أعلنت الشرطة، وأكد وزير المال الهولندي فوبكي هوكسترا أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها حظر التجول قائلا: «لا يتعين الاستسلام لأشخاص يحطمون واجهات المحلات. ليس الأمر كذلك».