تفاعل إعلان إيران انتاج معدن اليورانيوم، الذي يمكن أن يدخل في انتاج القنبلة النووية، على الصعيد الدولي، فيما اعتبر خرقا جديدا لالتزاماتها بالاتفاق النووي.
ودعت موسكو، طهران إلى «ضبط النفس» وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة الأنباء «ريا نوفوستي»: «نتفهم المنطق الذي يكمن وراء أفعالهم والأسباب التي تدفع إيران إلى القيام بذلك لكن، من الضروري البرهنة على ضبط للنفس ونهج مسؤول».
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفرنسية إيران امس من اتخاذ أي إجراءات أخرى قد تنتهك الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في 2015، ومن ثم إضعاف فرصة الديبلوماسية التي أتاحها وصول إدارة جديدة إلى السلطة في الولايات المتحدة.
وقالت أنييس فون دير مول، المتحدثة باسم الوزارة، «من أجل الحفاظ على المجال السياسي لإيجاد حل من خلال المفاوضات، ندعو إيران إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أخرى من شأنها أن تزيد الموقف النووي تدهورا، وهو الموقف المقلق للغاية بالفعل بسبب توالي الانتهاكات لاتفاق فيينا، بما في ذلك الانتهاك الأخير الذي أبلغت عنه للتو الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في سياق متصل، ابدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استياءه من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب عدم تحقيق أي تقدم بشأن أزمة الاتفاق النووي الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن روحاني القول «لم نلمس حسن نوايا من الإدارة الأميركية الجديدة، وإذا كانت صادقة في شعاراتها، فعليها أن تبدأ التحرك على المسار الجديد على وجه السرعة وأن تقوم بالتعويض عن أخطائها».
وقال «لا أحد في العالم يشكك في فشل الضغوط القصوى ضد الشعب الإيراني»، داعيا إدارة بايدن إلى التفكير حول كيفية «التعويض عن الجرائم» التي ارتكبتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
هذا ونقلت وسائل إعلام قطرية عن وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قوله ان بلاده تعمل على تخفيف حدة التوتر في المنطقة بالدعوة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ محمد قوله أول من أمس «دولة قطر تعمل وتسعى على أن يكون هناك خفض للتصعيد، وأن تكون هناك إعادة للعملية السياسية والعملية الديبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي».
جاءت هذه التصريحات في مذكرات إعلامية عن اتصالين هاتفيين أجراهما الوزير القطري هذا الأسبوع مع كل من الممثل الأميركي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وقال الشيخ محمد ان اتصالات قطر مستمرة مع إيران والولايات المتحدة في ضوء العلاقات الإستراتيجية التي تربطها بالدولتين.
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري في الدوحة، ان تركيا وقطر يمكنهما المساهمة في تخفيف التوتر المتعلق بالاتفاق النووي.
وأضاف «التوتر الذي شهدناه بسبب انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي والعقوبات أثر على المنطقة بأسرها.
وفي هذا الشأن، نحن تركيا وقطر على وجه الخصوص، يمكننا تقديم مساهمات وناقشنا هذا».
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت ان إيران بدأت إنتاج معدن اليورانيوم لتغذية مفاعل للأبحاث النووية في طهران، وذلك في انتهاك جديد لالتزاماتها النووية.
وبحسب إعلان أرسل إلى وكالة «فرانس برس»، قامت الوكالة الأممية ومقرها فيينا «في 8 فبراير بالتحقق من (وجود) 3.6 غرامات من معدن اليورانيوم في مصنع أصفهان» في وسط إيران.
ومع أن هذا التطور ليس مفاجئا، إذ سبق أن أعلنت إيران في منتصف يناير مضيها قدما في هذا التوجه، إلا أنه يكتسي حساسية كبيرة لأن معدن اليورانيوم يمكن أن يستخدم في إنتاج أسلحة نووية.