عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى مقدم الساحة السياسية، ووجه اتهاماته المعهودة في كل اتجاه مصوبا على خصومه الديموقراطيين وعلى خلفه الرئيس جو بايدن، وكالعادة على وسائل الإعلام التي طالما اتهمها بالكذب.
ولم يوفر حتى زملائه في الحزب الجمهوري الذين عارضوه وتعهد بالعمل على هزيمتهم.
فقد أطل على جمهور من المحافظين المتطرفين، مصمما على استعادة السيطرة على الحزب الجمهوري الذي بات ضعيفا ويطرح تساؤلات حول حظوظ الرئيس السابق بالفوز في انتخابات 2024.
وعندما اعتلى ترامب إلى المنصة، لاقى حفاوة بالغة من مؤيديه الذين لم تضع سوى قلة منهم كمامات، رغم انتشار فيروس كورونا.
لكن ووفقا لاستطلاع جديد، أراد ما يقرب من 70% من المشاركين أن يترشح للرئاسة مرة ثالثة. وعن مستقبل الحزب الجمهوري، صوت 95% منهم لصالح استمراره في برنامجه الشعبوي.
لكن 55% منهم فقط اعتبروا أن ترامب يجب أن يكون مرشح الحزب الجمهوري العام 2024.
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري كارل روف إنه كان يتوقع نتيجة أقوى لترامب، خصوصا في تجمع داعم للغاية للرئيس السابق.
وعلق بالقول: «سأعتبر ذلك ملاحظة تحذيرية».
وفي أول خطاب له منذ خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير، قال الملياردير الأميركي في إطار «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، الملتقى السنوي للمحافظين الأميركيين الذي افتتح الجمعة في أورلاندو، «نحن نخوض صراعا من أجل بقاء الولايات المتحدة كما نعرفها».
وألمح ترامب من دون أن يذكر ذلك صراحة، إلى أنه قد يترشح للانتخابات الرئاسية للعام 2024.
وتوجه إلى حضور من المناصرين له الذين لايزالون يرفعون أعلاما ويضعون قبعات ويحملون تذكارات عليها اسم ترامب، فيما توسط المؤتمر تمثال ذهبي للملياردير الجمهوري، وقال: «بمساعدتكم سنستعيد مجلس النواب، وسنفوز بمجلس الشيوخ، وبعد ذلك سيعود رئيس جمهوري منتصرا إلى البيت الأبيض، وأتساءل من سيكون؟».
وقال: «من يدري؟ ربما أقرر أن أهزم (الديموقراطيين) للمرة الثالثة». وتابع: «الرحلة المذهلة التي بدأناها معا.. لم تنته بعد»، مضيفا: «وفي النهاية سنفوز».
كما هاجم الرئيس جو بايدن، وكرر مزاعمه الزائفة بفوزه بانتخابات 2020، وذلك في أول ظهور كبير له منذ مغادرته البيت الأبيض قبل نحو 6 أسابيع.
وتعهد ترامب، في كلمته في أورلاندو بولاية فلوريدا، بمساعدة الجمهوريين في السعي لاستعادة الأغلبية، التي خسروها خلال رئاسته، في مجلسي النواب والشيوخ خلال انتخابات الكونغرس العام المقبل، كما قدم نفسه مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولا يبدو أن ابتعاد ترامب عن واشنطن قد بدد غضبه من بعض الجمهوريين الذين صوتوا لمساءلته في محاولة باءت بالفشل في الكونغرس لتحميله مسؤولية التحريض على الهجوم الدامي على مقر الكونغرس في الكابيتول في السادس من يناير الماضي.
وذكر ترامب بعضهم بالاسم ومنهم عضوا مجلس الشيوخ ميت رومني وبات تومي وعضوا مجلس النواب آدم كينزنغر وليز تشيني، وأشار إلى أنه سيدعم المرشحين الذين سينافسونهم في انتخابات الحزب. وقال ترامب: «تخلصوا منهم جميعا».
كما كرر الرئيس السابق أكاذيبه بأنه خسر انتخابات الثالث من نوفمبر أمام بايدن، ووجه انتقادات لاذعة للرئيس الديموقراطي. وقال: «لقد خسروا البيت الأبيض.. لكن من يعرف؟ ربما أقرر أن أهزمهم مرة ثالثة».
واندلعت حرب داخل الحزب الجمهوري، حيث سعى البعض ومنهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل إلى طي صفحة ترامب في حين أكد آخرون، ومنهم ليندزي غراهام، أن مستقبل الحزب يتوقف على طاقة القاعدة المؤيدة لترامب.
وأعلن ترامب أن الحزب الجمهوري متحد خلفه مؤكدا أن المعارضة تأتي من «حفنة من المأجورين السياسيين في واشنطن».
كما أكد الرئيس السابق أنه لا يعتزم تأسيس حزب ثالث وهي فكرة بحثها مع مستشاريه خلال الشهرين الماضيين.
وقال ترامب: «لن نؤسس أحزابا جديدة. لدينا الحزب الجمهوري. سيكون متحدا وأقوى من ذي قبل. لن أؤسس حزبا جديدا».
وترامب الذي حرم من استخدام تويتر ووسائل تواصل اجتماعي أخرى، شن هجوما على المهاجرين، منتقدا سياسات بايدن في مجال تغير المناخ والطاقة ونزاهة الانتخابات.
وكما كان متوقعا، انتقد ترامب بايدن، قائلا إن الديموقراطي أنهى للتو: «الشهر الأول الأكثر كارثية» لأي رئيس جديد في السلطة.
ووصف ترامب في خطابه المتشائم أيضا، الولايات المتحدة بأنها أرض مقسمة، مشددا على أن «أمننا وازدهارنا وهويتنا كأميركيين على المحك».