أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ترشيح نيرا تاندين لإدارة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض بعد الرفض القاطع الذي أبداه أعضاء بارزون لتثبيتها في هذا المنصب، في أول هزيمة للرئيس الديموقراطي في مجلس الشيوخ، منذ توليه منصبه في يناير الماضي.
وقال بايدن في بيان «لقد قبلت طلب نيرا تاندين سحب ترشيحها لمنصب مديرة مكتب الإدارة والميزانية».
وأتى هذا التراجع بعد أن أعلن عدد من السيناتورات الجمهوريين المعتدلين، بالإضافة إلى سيناتور ديموقراطي واحد، أنهم سيصوتون ضد تثبيت هذه المرأة بسبب تصريحات أدلت بها في السابق وتضمنت انتقادات عنيفة لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ.
ومنذ الإعلان عن ترشيحها لتولي هذا المنصب، أصبحت تاندين هدفا لانتقادات من سيناتورات من كلا الحزبين، إذ قال الجمهوريون إنهم غاضبون من الانتقادات العنيفة التي وجهتها في السابق إلى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، بينما اعتبرها التقدميون المقربون من السيناتور بيرني ساندرز وسطية للغاية.
لكن رصاصة الرحمة على ترشيحها أطلقها في النهاية السيناتور الديموقراطي عن ولاية فرجينيا الغربية جو مانشين الذي قال في أواخر فبراير الماضي «أعتقد أنه سيكون لتصريحاتها المتحزبة بشكل مبالغ فيه تداعيات سامة وسلبية على علاقة العمل المهمة بين أعضاء الكونغرس ومدير مكتب الإدارة والموازنة المقبل»، مضيفا «لهذا السبب لا يمكنني أن أؤيد تعيينها».
ولدى الديموقراطيين في مجلس الشيوخ أغلبية ضئيلة جدا، إذ إنهم يتقاسمون المجلس مناصفة مع الجمهوريين (50 ـ 50) لكن نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تشغل دستوريا منصب رئيسة المجلس يمكنها التصويت حين تشاء، ما يمكنها عند الاقتضاء من ترجيح الكفة لصالح حزبها الديموقراطي.
ويعني ميزان القوى هذا أن انشقاق أي سيناتور ديموقراطي لابد وأن يعوض بصوت سيناتور جمهوري.
وقد حاول البيت الأبيض إقناع بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالتصويت لتاندين، لكن محاولته فشلت على ما يبدو.
وبحسب بيان البيت الأبيض، فقد كتبت تاندين إلى بايدن في الرسالة التي طلبت فيها منه سحب ترشيحها «أنا أقدر مدى صعوبة عملك أنت وفريقك في البيت الأبيض».
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة المكلفة بأمن مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث مقر الكونغرس، استعدادها للتصدي إلى «أي تهديد»، محذرة من «خطة محتملة لميليشيا» لمهاجمة المقر الكونغرس اليوم الخميس بعدما تعرض في 6 يناير الماضي إلى هجوم على يد أنصار للرئيس السابق دونالد ترامب.
وكتبت الشرطة في بيان «حصلنا على معلومات مخابراتية تشير إلى مؤامرة محتملة لاختراق ميليشيا مجهولة لاقتحام مبنى الكابيتول في 4 مارس»، وأكدت أنها «على اطلاع واستعداد لأي تهديدات محتملة».
في سياق آخر، أصدرت لجنة بمجلس النواب الأميركي أمر استدعاء جديدا تسعى من خلاله إلى الحصول على إقرارات الرئيس السابق دونالد ترامب الضريبية وسجلاته المالية، قائلة في مذكرة كشف النقاب عنها أول من أمس إنها بحاجة لهذه الوثائق لمواجهة «تضارب المصالح» من قبل الرؤساء مستقبلا.