فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود اليميني المتطرف وللمرة الرابعة، في الحصول على أغلبية مريحة في انتخابات الكنيست تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، وفقا لاستطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز التصويت وللنتائج الأولية التي تداولتها وسائل الإعلام، ما زاد من الغموض حول فرصه للبقاء في الحكم، بانتظار النتائج النهائية التي قالت اللجنة الانتخابية إنها قد تعلنها غدا الجمعة.
ورغم ان «الليكود» برئاسة نتنياهو تصدر النتائج الأولية لرابع انتخابات في غضون سنتين، يبدو أن نتنياهو سيضطر للعمل على تشكيل ائتلاف غير متوقع قد يضم أحزابا قومية من اليهود المتطرفين وحزبا عربيا لضمان فترة ولاية أخرى.
وإذا لم تحدث مفاجآت في الأصوات التي لم يتم فرزها فربما تسفر النتائج عن إجراء انتخابات من جديد.
وقال نتنياهو أمام أنصاره في مقر الليكود أمس «يجب ألا تحصل بأي شكل من الأشكال انتخابات خامسة».
وأكد أن حزبه «صار أول حزب في إسرائيل يتقدم بفارق 30% عن الحزب الثاني، وهذه أكبر فجوة» في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية.
وأضاف: «مثلما جلبت اللقاحـات لإسرائيــــــل، سأجلب لإسرائيل حكومة متينة وقوية ستخدم كل مواطنيها»، معتبرا أن «إسرائيل هي بطلة العالم في الانتصار على كورونا وتمثل نموذجا يحتذى» في هذا المجال.
لكن تصدر الليكود الانتخابات لا يعني أن نتنياهو سيكون حكما رئيس الحكومة المقبلة، إذ إن الأمر رهن بالتحالفات التي سيتمكن من صوغها.
وتشير التوقعات إلى أن الليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعدا بدلا من 36 مقعدا فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب يش عتيد «هناك مستقبل» الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد (57 عاما) خلفه بعدد 18 مقعدا.
وأكد لابيد أن المعارضة لديها القدرة على تحقيق غالبية. وخاطب المذيع التلفزيوني السابق أنصاره قائلا: «في الوقت الراهن لا يملك نتنياهو 61 مقعدا. لقد بدأت التحدث إلى قادة الأحزاب وسننتظر النتائج، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتشكيل حكومة معتدلة».
كما فرض نفتالي بينيت (49 عاما)، رئيس حزب «يمينا» المتطرف نفسه على الأرجح كـ «صانع الملوك» الجديد، وقد يلعب دورا في تسهيل مهمة نتنياهو أو عرقلتها بعد حصوله على 7 مقاعد على الأقل بحسب النتائج الأولية.
وسارع نتنياهو لدعوة بينيت للانضمام الى حكومته، وقال: «تحدثت الى بينيت ودعوته للانضمام الى الحكومة. ووصف رئيس الوزراء النتائج الأولية بأنها «انتصار كبير لليمين»، وشكر الناخبين على تحقيقهم «انتصارا كبيرا لليمين والليكود».
وفي حال وافق بينيت على دعوة نتنياهو، سيكون ذلك كافيا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته لتشكيل حكومة يمينية. ولكن الرجل يختلف مع رئيس الحكومة المنتهية ولايته على إدارته للأزمة السياسية.
وقال بينيت في أول تعليق له بعد صدور النتائج الأولية «سأعمل فقط كل ما هو مفيد لإسرائيل، وما يعيد الخير إليها وإلى مواطنيها».
وفي تحول دراماتيكي أظهرت النتائج الأولية حصول «القائمة العربية الموحدة» المنشقة عن «القائمة المشتركة للأحزاب والأطر العربية»، بقيادة منصور عباس على 5 مقاعد، ما يعزز فرصه للعب دور «صانع الملوك» أيضا.
وكانت القائمة المشتركة التي أظهرت استطلاعات الرأي حصولها على ما بين 8 و9 مقاعد، أعلنت الشهر الماضي خوضها انتخابات الكنيست الإسرائيلي دون الحركة الإسلامية الجنوبية بعد انشقاق الأخيرة.
وترفض القائمة المشتركة التعامل مع نتنياهو، في حين بات عباس يتبنى نهجا جديدا قريبا من رئيس الوزراء.
وقال عباس لوسائل إعلام إسرائيلية إن حزبه ليس ملتزما «بأي كتلة وأي مرشح».
وتشير تحليلات أجرتها هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، بعد فرز حوالي 90% من الأصوات إلى أن الأحزاب الموالية لرئيس الوزراء ستحجز 52 مقعدا في البرلمان في مقابل 56 للمعارضة التي يسعى رؤساؤها إلى الإطاحة بحكمه الطويل.
وفي غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت «مجموعة من غلاة المستوطنين».
وقالت الوزارة في بيان صحافي ان تلك النتائج تعكس «حجم التطرف داخل المجتمع الإسرائيلي علما أن هذه الزمرة تنتمي الى أكثر التيارات الصهيونية تطرفا ولا تخفي الولاء المطلق لغلاة الإرهابيين».