تواجه فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، بعد انتخابات نيابية لم يستطع حسمها لصالحه رغم تصدره، المزيد من التعقيدات، بسبب رفض اليمين الإسرائيلي المتطرف لأي شراكة برلمانية محتملة مع حزب إسلامي فلسطينيي الـ 48.
وبعد فرز اكثر من 95% من الأصوات، أظهرت النتائج أن حزب الليكود اليميني المحافظ بزعامة نتنياهو وحلفائه لم يحققوا أغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا تمكنهم من تشكيل الحكومة منفردين، مما أثار احتمال أن يسعى رئيس الوزراء المنتهية ولايته لنوع من التحالف مع القائمة العربية الموحدة المنبثقة عن الحركة الإسلامية.
وبينما يستبعد معلقون سياسيون ضم القائمة العربية الموحدة في حكومة بقيادة نتنياهو، لكن بعضهم توقع أن القائمة قد تتعهد بدلا من ذلك بعدم دعم أي تصويت بحجب الثقة تقدمه المعارضة، وسبق وأشارت التوقعات أن القائمة العربية الموحدة ستحصل على أربعة أو خمسة مقاعد في الكنيست.
وذكر المعلقون أن مقابل مثل تلك الحماية من حليف غير معتاد قد يوافق نتنياهو على إجراءات لتحسين أوضاع العرب ويشكلون نسبة 21%.
لكن حزب الصهيونية الدينية القومي المتطرف الذي يديره مستوطنون ويتوقع حصوله على ستة مقاعد ألمح إلى أن نتنياهو لا يمكنه التعويل على دعم الحزب إذا توصل لاتفاق مع القائمة العربية الموحدة.
وقال بتسلئيل سموتريتش زعيم الحزب على فيسبوك «لن تتشكل حكومة يمينية تعتمد على القائمة العربية الموحدة. ليس والقائمة داخلها ولا خارجها، ولا من خلال الامتناع عن التصويت ولا بأي شكل آخر»، في إشارة لإعلان القائمة العربية الموحدة أنها على استعداد لدعم حكومة مقبلة بزعامة نتنياهو أو منافسه المنتمي للوسط يائير لابيد والذي يتوقع أن يحصل هو وحلفاؤه السياسيون على 57 مقعدا.
أما التحالف الحالي بقيادة نتنياهو والذي يضم حزب الصهيونية الدينية فسيحصل وفقا للنتائج الجزئية حتى الآن على 52 مقعدا.
وقال وليد طه من القائمة العربية الموحدة لراديو الجيش الإسرائيلي «في بعض الأحيان تشمل التحالفات أطرافا لا يحبون بعضهم حقا».
وأضاف أن حزبه في الوقت الراهن «لا يتكلم عن تعزيز أدوارنا الشخصية»، في إشارة لمناصب وزارية.
ولدى سؤاله عما إذا كانت القائمة قد تقدم من مقاعد المعارضة دعما برلمانيا لتحالف يقوده نتنياهو ويشمل حزب الصهيونية الدينية، قال طه إن الأمر يقع على عاتق اليمينيين المتطرفين.
وقد يكون ترجيح كفة نتنياهو أيضا في يد نفتالي بينيت وزير الدفاع السابق والذي يبدو أن حزبه المتطرف يامينا قد حصل على سبعة مقاعد. ولم يفصح الحزب بعد عن الكتلة التي يؤيدها.
وبلغة الأرقام، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس، أنه مع فرز 95% من الأصوات في الانتخابات التشريعية تبين تقدم حزب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو بحصوله على غالبية الأصوات في كل المدن الجنوبية الكبيرة، يليه حزب يش عتيد «هناك مستقبل» الذي حصل على غالبية الأصوات في تل أبيب. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب «إسرائيل بيتنا» الذي أسسه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان كان أداؤه جيدا بشكل مدهش.