أعلنت إيران أمس أنها وضعت في الخدمة أجهزة جديدة محدثة للطرد المركزي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر ويمنع استخدامها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم في 2015، مما قد يعقد المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إحياء هذا الاتفاق.
وفي مراسم عبر الفيديو بثها التلفزيون الحكومي مباشرة، دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسميا سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع «آي ار-6» في منشأة نطنز النووية (وسط إيران).
كما أطلق تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين تتضمن الأولى 30 جهازا من نوع «آي ار-5»، والثانية 30 جهاز «آي ار-6»، لاختبارها.
كما أطلق الرئيس اختبارات للتحقق من «الاستقرار الميكانيكي» للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية «آي ار-9».
وكل هذه الأجهزة تسمح بتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر من الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي «آي ار-1» وهي الوحيدة التي تسمح اتفاقية فيينا لإيران باستخدامها في الإنتاج.
ويقول مهندسو منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن الأجهزة «آي ار-6» و«آي ار-9» أقوى بـ 10 مرات و50 مرة على التوالي من «آي ار-1».
يأتي هذا الإعلان في وقت تسود أجواء تفاؤل حول محادثات فيينا بين طهران والدول الأخرى التي لاتزال مشاركة في اتفاق 2015 النووي وهي (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حول رفع الولايات المتحدة عقوباتها التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مقابل عودة طهران للالتزام بتعهداتها.
وأعلن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن مستعدة لرفع العقوبات غير المتسقة مع الاتفاق النووي، حال التزام طهران ببنود الاتفاق. وأن واشنطن ترى بعض المؤشرات على جدية إيران لكنها غير كافية.
وقال في تصريح للصحافيين نشرته الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني أمس، «إن هذا لا يعني رفع جميع العقوبات، إذ أن هنالك قيودا مشروعة، حتى في حال الدراسة الدقيقة لخطة العمل المشتركة».
وأوضح أنه: بموجب خطة العمل المشتركة، يحق الولايات المتحدة فرض عقوبات لأسباب غير نووية مثل الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان أو التدخل في انتخاباتنا، وما إلى ذلك.
وتابع المسؤول الأميركي قائلا إن هناك علامة استفهام رئيسية حول مطالبة طهران المتكررة لواشنطن برفع جميع العقوبات المفروضة منذ عام 2017.
وأفاد بأن المفاوضات غير مباشرة مع إيران في فيينا جرت كما توقعت واشنطن، لكن هناك شكوكا حول نية إيران.
وأضاف: «تبقى شكوك حول أهداف استئناف تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، إذا كانت إيران تنوي الالتزام بها أيضا».
وكانت هذه التصريحات قبل التدابير التي أعلنتها الحكومة الإيرانية أمس والتي يبدو انها لا تسير في هذا الاتجاه. ولم يبث التلفزيون لقطات لتشغيل الأجهزة الجديدة لكنه عرض صفوفا عديدة من أجهزة الطرد المركزي المعنية.
وأكد روحاني مجددا خلال المراسم التي نظمت أمس بمناسبة «اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية» أن البرنامج النووي لبلاده محض «سلمي».