تزامن الحديث عن تعرض مفاعل نطنــز الإيرانـــي النـــووي لـ «هجوم سيبراني» مفترض، مع أول زيارة يقوم بها مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل.
ووصف بيان رسمي إيراني انقطاع الكهرباء عن مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط البلاد بالعمل «الإرهابي».
وقال رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، إن «إيران، إذ تندد بهذا العمل الذي لا طائل منه، تشدد على ضرورة أن يواجه المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الإرهاب ضد الأنشطة النووية»، ووصف الحادث بأنه «إرهاب نووي».
وأضاف «يظهر الحادث الذي وقع في مجمع نطنز هزيمة معارضي التقدم الصناعي والسياسي في البلاد لمنع التطور الكبير للصناعة النووية الإيرانية»، مشيرا إلى أنه «يعكس فشل معارضي مفاوضات إيران لرفع العقوبات الجائرة على بلادنا».
وشدد صالحي أن «إيران تحتفظ بحقها باتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الجناة والقادة والمشرفين على الحادثة»، مشيرا إلى ان «طهران تسعى بجدية إلى توسيع صناعاتها النووية والجهود المبذولة لرفع العقوبات القمعية من أجل إحباط مثل هذه التحركات اليائسة».
وكانت الوكالة الذرية الإيرانية أعلنت أمس عن «انقطاع في التيار الكهربائي» في منشأة تخصيب اليورانيوم.
ويأتي «الحادث» بعد يوم على إعلان طهران تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في مجمع «أحمدي روشان» في نطنز، أحد المراكز الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني. وأجهزة الطرد المركزي هذه محظورة بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وقال بهروز كمالوندي في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون الحكومي إن المجمع تعرض لحادث فجر أمس «في جزء من الدائرة الكهربائية لمحطة التخصيب»، وأضاف «هناك انقطاع في التيار الكهربائي (..) لكننا لا نعرف السبب».
وأضاف «لحسن الحظ لم يسفر ذلك عن وفيات أو إصابات أو تلوث. لا توجد مشاكل معينة ويجري التحقيق في الحادث».
من جهته، قال النائب مالك الشريعتي المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للطاقة في تغريدة على تويتر «هذا الحادث الذي وقع (غداة) اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية وبينما تحاول إيران إجبار الغرب على رفع العقوبات، مشكوك جدا في أنه تخريب أو اختراق».
ورجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب الحادث يعود إلى عملية إلكترونية إسرائيلية.
وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت ما مفاده أن الهجوم السيبراني المزعوم تسبب في انقطاع الكهرباء وألحق ضررا بالمنشأة النووية التي تضم أجهزة طرد حساسة.
ولفتت «أسوشيتد برس» إلى أن تلك التقارير لا تكشف عن مصادر هذه المزاعم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحظى بعلاقات وثيقة مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في البلاد.
ونقلت الوكالة عن كبير الباحثين في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي يوئيل غوزانسكي قوله «يصعب لي أن أصدق بأن هذا مجرد مصادفة، وإذا لم يكن هذا الحادث مصادفة ـ وهناك شكوك قوية بهذا الشأن ـ فإنه يعني أن أحدا يسعى إلى توجيه رسالة مفادها: بإمكاننا الحد من تطور إيران ولدينا خطوط حمراء».
من جانبه، كتب الصحافي في الإذاعة الإسرائيلية العامة عميشاي شتاين في تغريدة على تويتر «نعتقد أن الخلل في الدائرة الكهربائية لنطنز هو نتيجة عملية إلكترونية إسرائيلية»، دون أن يقدم أي دليل يدعم هذه التصريحات.
وتزامن الحادث مع أول زيارة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل، وقد تعهد نظيره الإسرائيلي بيني غانتس بالتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الإيراني، وعبر عن أمله في أن تتم حماية أمن إسرائيل في أي اتفاق نووي جديد تتوصل إليه واشنطن مع إيران.
وقال غانتس ان «إسرائيل تعتبر الولايات المتحدة شريكا كاملا في كل مسارح العمليات وليس أقلها إيران».
وتابع قائلا «سنعمل عن كثب مع حلفائنا الأميركيين لضمان أن يؤمن أي اتفاق جديد مع إيران المصالح الحيوية للعالم وللولايات المتحدة ويمنع سباق تسلح خطر في منطقتنا ويحمي إسرائيل».
من جهته، قال أوستن لغانتس ان واشنطن تعتبر التحالف بين الجانبين محوريا للأمن الإقليمي فضلا عن أنه ثابت وقائم على أساس متين.
وشملت زيارة أوستن إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يشعر بالقلق من رغبة إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي مع إيران بعد أن كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد انسحبت منه.
ولم يأت أوستن خلال تصريحاته العلنية على ذكر إيران على وجه الخصوص، وقال ان إدارة بايدن ستواصل التأكد من أن إسرائيل تحظى «بتفوق عسكري نوعي» في الشرق الأوسط في إطار «التزام قوي حيال إسرائيل والشعب الإسرائيلي».
وتابع أوستن قائلا «علاقتنا الثنائية مع إسرائيل تحديدا مركزية للاستقرار والأمن الإقليميين في الشرق الأوسط.
وقد أعدت التأكيد خلال لقائنا مع الوزير غانتس على أن التزامنا حيال إسرائيل راسخ ومتين».