احرزت المفاوضات الرامية الى اعادة احياء الملف النووي الإيراني في فيينا «تقدما» رغم وجود خلافات، وفق ما أفاد امس مشاركون فيها، وذلك غداة بدء طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في ختام الجولة الثانية من محادثات اللجنة المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، إن اجتماع امس شهد «مناقشات جيدة» حول نتائج أنشطة فريقي العمل بشأن رفع العقوبات الأميركية والالتزامات النووية.
وأضاف عراقجي، الذي يقود وفد بلاده في فيينا: «يبدو أن تفاهما جديدا آخذ في الظهور، وثمة هدف مشترك لدى الجميع، السبيل الذي يجب سلكه معروف الآن بصورة أفضل، لكن الطريق ليس سهلا وهناك بعض الخلافات الشديدة».
وأعلن عراقجي أن «المحادثات وصلت إلى مرحلة يمكن فيها العمل على وثيقة مشتركة» حول العودة إلى الاتفاق النووي. وقال: هناك تقاطع ملموس في وجهات النظر بشأن الهدف النهائي والطريق بات أكثر وضوحا. وتابع عراقجي، وصلنا لمرحلة تسمح بتدوين نص جديد يشمل رفع العقوبات والخطوات النووية.
لكنه عاد وقال ان هناك بعض الخلافات الجدية لاتزال عالقة ولابد من حلها خلال الجلسات المقبلة.
من جهته، أعلن منسق جلسة المباحثات وممثل الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، أنه تم إحراز تقدم في مهمة ليست سهلة. وقال مورا امس، إنه «بعد محادثات مكثفة أجرينا تقييما في اللجنة المشتركة. ووجدنا أنه تم إحراز تقدم في مهمة بعيدة عن أن تكون سهلة». وأضاف: «نهدف لعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالاتفاق النووي وتنفيذها بالكامل».
هذا وأكد مبعوث الصين في المفاوضات وانغ تشون أن المحادثات ستتواصل، وأن بقية أطراف الاتفاق اتفقت على تسريع العمل بشأن قضايا من بينها العقوبات التي سترفعها الولايات المتحدة.
وقال سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشون، للصحافيين بعد اجتماع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق المبرم عام 2015: «المحادثات ستتواصل. اتفقت كل الأطراف على تسريع الوتيرة بشكل أكبر في الأيام المقبلة من خلال الانخراط في عمل أكثر موضوعية وشمولا فيما يتعلق برفع العقوبات، بالإضافة إلى القضايا الأخرى ذات الصلة».
من جانبه، أعلن مندوب روسيا في فيينا، ميخائيل أوليانوف انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني، لافتا إلى أن المشاركين أعربوا عن الارتياح للتقدم المحرز.
وقال أوليانوف إن «المشاركين في الاجتماع أعربوا عن تصميمهم على مواصلة المفاوضات بهدف استكمال العملية بنجاح في أسرع وقت ممكن».
من جهة اخرى، كشفت إيران امس عن اسم رجل تريد اعتقاله فيما يتصل بتفجير وقع في الآونة الأخيرة في محطة نطنز النووية وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وقال التلفزيون الإيراني إن وزارة المخابرات «حددت هوية مرتكب هذا التخريب وهو رضا كريمي». وأضاف أن الرجل فر من إيران قبل الانفجار الذي ألقت إيران باللوم فيه على إسرائيل.
وعرض التلفزيون صورة للمشتبه به على بطاقة حمراء مكتوب عليها «مطلوب من الإنتربول». وأوردت البطاقة أنه يبلغ من العمر 43 عاما.
وقال التلفزيون «الخطوات اللازمة جارية لاعتقاله وإعادته إلى البلاد عبر القنوات القانونية».
وبث التلفزيون الرسمي أيضا لقطات لصفوف من أجهزة الطرد المركزي التي حلت محل الأجهزة التي تضررت جراء الانفجار في محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وأضاف التلفزيون في تقريره أن «عددا كبيرا» من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والتي تعطلت بسبب الانفجار عادت إلى العمل بشكل طبيعي.