أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، معبرا بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الأمل في أن تنتهي الاشتباكات العنيفة مع الفلسطينيين قريبا.
وقال بايدن للصحافيين «أجريت محادثة مع بيبي نتنياهو منذ وقت ليس ببعيد»، وأضاف «أتطلع وآمل في انتهاء ذلك (العنف) عاجلا وليس آجلا، لكن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها عندما تطلق آلاف الصواريخ نحو أرضها».
وإزاء انتقادات لموقف إدارة الرئيس جو بايدن المتهمة في كثير من الأحيان بالتراجع حيال الملف الإسرائيلي -الفلسطيني، أكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن بلاده «منخرطة بشكل كامل» مع «جميع الأطراف، بما في ذلك الفلسطينيون»، ولم يوضح طبيعة الاتصالات مع القيادة الفلسطينية. وشدد على أن «أهم شيء الآن هو أن توقف كل الأطراف العنف وتنخرط في التهدئة».
يأتي ذلك، فيما دعت تونس والنرويج والصين إلى عقد جلسة طارئة جديدة اليوم في مجلس الأمن الدولي بشأن التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، ستكون علنية هذه المرة، حسبما قالت مصادر ديبلوماسية.
لكن هذه الجلسة التي كان من المفترض ان تكون الثالثة لمجلس الأمن خلال اسبوع حول تطورات لن تعقد اليوم حسب ما اعلنت الصين أمس بسبب الخلافات بين الأعضاء على ما يبدو، حيث افادت مصادر ديبلوماسية بأن واشنطن غير موافقة على عقد جلسة مفتوحة لبحث التصعيد بحسب قناة «الجزيرة».
وكان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال في رسالة وجهها إلى كبار مسؤولي المنظمة «يجب على المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن التحرك من دون تأخير لمطالبة إسرائيل بوقف هجماتها على السكان المدنيين الفلسطينيين» ووقف «خططها للتهجير القسري والتطهير العرقي لفلسطينيي مدينة» القدس.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن امس أهمية وضع حد لاعتداءات المستوطنين والإجراءات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان عباس أكد لوزير الخارجية الأميركي أهمية وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في كل مكان.
وشدد عباس على أهمية خلق أفق سياسي للوصول إلى حل سياسي مبني على أساس الشرعية الدولية يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
من جهته، أكد بلينكن أهمية الوصول للتهدئة ووقف العنف، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تبذل جهودا مع كل الأطراف المعنية للوصول للتهدئة بحسب الوكالة.
كما اكد عباس امس، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي المتواصل في قطاع غزة وفي كل مكان، ووضع حد لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية، والمسيحية، وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، ومنع الاستيلاء على أراضي ومنازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده تبذل جهودا مع الأطراف ذات العلاقة للوصول إلى تهدئة تضمن وقف التصعيد الجاري حاليا، مشددا على أهمية العمل وبشكل فوري للوصول إلى التهدئة، وتجنيب المدنيين ويلات هذا التصعيد.
من جهتها، قالت هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة «يونيسيف» في بيان وزعته المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنيف، إن الوضع في فلسطين وإسرائيل أصبح عند نقطة تحول خطيرة، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 14 طفلا فلسطينيا قد قتلوا بينما قتل طفل إسرائيلي واحد.
هذا، ودعا جيمس كليفرلي، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا امس، إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفلسطينيين إلى التراجع عن حافة الهاوية، ووصف التصعيد الحالي بأنه مروع، وطالب حماس بوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وقال لمحطة «سكاي نيوز»: «من المهم أن يتراجع الجانبان خطوة للوراء».