تزامنا مع تكثيف العدوان الاسرائيلي على الأراضي المحتلة، تصاعدت الجهود الدولية لخفض التصعيد، حيث عقد اجتماع لمجلس الأمن أمس، وآخر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعقد غدا، فيما أجرى مسؤول الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية هادي عمرو لقاءات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعمال القتل بأنها «مروعة للغاية»، ودعا لوقف القتال فورا.
وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن إن الأمم المتحدة «تدفع كل الأطراف بقوة نحو وقف إطلاق النار على الفور»، ودعا الجميع إلى «السماح بتقدم جهود الوساطة ونجاحها».
وحذر غوتيريش مجلس الأمن في الجلسة الافتراضية الثالثة التي تعقد منذ تدهور الاوضاع، من أن القتال يمكن أن يفضي إلى أزمة إقليمية «لا يمكن احتواؤها». وقال «المجزرة تواصلت اليوم. دوامة إهراق الدماء والرعب والتدمير يجب ان تتوقف فورا». وافاد ديبلوماسيون بانه تم التفاوض في موازاة الاجتماع على بيان للمجلس، لكن الولايات المتحدة ترفض اصدار أي بيان منذ اسبوع.
واضاف غوتيريش «يجب أن تتوقف المواجهات فورا. يجب ان يتوقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من جهة والقصف الجوي والمدفعي من جهة أخرى».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة السماح للصحافيين بالعمل دون خوف في القطاع، مشيرا إلى أن تدمير المكاتب الإعلامية في غزة أمر غير مقبول على الإطلاق.
وأضاف أن الوضع الراهن والانتهاكات الإسرائيلية في الأماكن المقدسة بمدينة القدس لابد أن يتوقف، ولابد أن تحترم هذه المواقع.
لكن هذه الدعوات لن تلقى اذنا مصغية في اسرائيل على ما يبدو حيث قال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إن انتهاء العمليات ليس وشيكا.
وقال نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون «حملتنا متواصلة بكامل قوتها». وتابع قائلا «ما نفعله الآن، وسيستمر طالما ظل ضروريا، هو لاستعادة الهدوء لكم أيها المواطنون الإسرائيليون. سيستغرق ذلك وقتا».
وأكد أنه يلقى «دعما مطلقا» من الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد مكالمة هاتفية بينهما.
من جهته أكد بايدن أنه يدعم حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، مبديا في الوقت نفسه قلقه إزاء «سلامة الصحافيين».
كما تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا من بايدن هو الأول بينهما، ودعا خلاله الرئيس الأميركي إلى «وقف الاعتداءات الإسرائيلية». كذلك، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس أن وزراء خارجية دول التكتل سيجرون غدا محادثات طارئة عبر الفيديو بشأن التصعيد في الأراضي المحتلة.
وقال بوريل على تويتر «في ضوء التصعيد القائم بين إسرائيل وفلسطين وعدد الضحايا المدنيين غير المقبول، سأعقد مؤتمرا استثنائيا عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي». وأضاف «سننسق وسنناقش الطريقة المثلى التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم من خلالها في وضع حد للعنف الحالي».
وأفاد الاتحاد الأوروبي أن بوريل يبذل جهودا ديبلوماسية «مكثفة» للمساعدة على خفض التصعيد. وقد أجرى في هذا الإطار محادثات مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين وديبلوماسيين كبار في الدول المجاورة.