تفاعلت قضية تجسس الولايات المتحدة الجديدة على حليفاتها الأوروبيات عبر الدنمارك، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت امس، إنها تتابع تقريرا عن استغلال الولايات المتحدة لشراكة مع الدنمارك للتجسس على كبار المسؤولين في دول مجاورة بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
وتابع زايبرت في مؤتمر صحافي اعتيادي إن «الحكومة الاتحادية على علم بالتقرير وعلى اتصال بجميع الهيئات الوطنية والدولية ذات الصلة للحصول على توضيح».
وأضاف: «من ناحية المبدأ كما تعرفون، أود أن أطلب منكم تفهم أن الحكومة الاتحادية لا تعلق علانية على الأمور المتعلقة بأنشطة الاستخبارات».
من جهته، اعتبر سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون امس، أن التجسس على مسؤولين أوروبيين من جانب أجهزة أميركية بمساعدة الدنمارك سيكون أمرا «خطرا للغاية» في حال ثبت. وقال بون عبر تلفزيون وإذاعة «فرانس انفو» إن الأمر «خطر للغاية، يجب التحقق مما إذا كان شركاؤنا في الاتحاد الأوروبي، أي الدنماركيين، ارتكبوا أخطاء في تعاونهم مع الأجهزة الأميركية، ثم من الجانب الأميركي، ينبغي رؤية ما إذا كان قد حصل في الواقع، تنصت أو تجسس على مسؤولين سياسيين». ولم يستبعد فكرة أن يترتب على الأمر «عواقب فيما يخص التعاون» مع الولايات المتحدة. وأضاف «لسنا في عالم مثالي، إذا هذا النوع من التصرف للأسف، يمكن أن يحصل، سنتحقق منه».
وتابع «بين الحلفاء، يجب أن تكون هناك ثقة، تعاون أدنى، إذا هذه الأحداث المحتملة خطرة، يجب التحقق منها، ومن ثم استخلاص العواقب التي ترتبها فيما يخص التعاون».
كما طالبت السويد والنرويج، جارتا الدنمارك، أيضا بتفسيرات من كوبنهاغن، على الرغم من أن اللهجة كانت أكثر حذرا. وقالت رئيسة وزراء النرويج ايرنا سولبرغ «من غير المقبول ان تشعر دول بحاجة الى التجسس فيما تقيم علاقات وثيقة بين حلفاء».
وأضافت كما نقلت عنها قناة ان آر كاي التلفزيونية «لهذا السبب نأمل في أن نعلم المزيد من جانب الدنمارك. لقد شكلوا لجنة تحقيق. لقد طلبنا المعلومات التي في حوزتهم».
جاء ذلك بعد ان تحدثت وسائل إعلام دنماركية وأوروبية أن الولايات المتحدة تجسست على سياسيين أوروبيين بارزين، بينهم ميركل، بين عامي 2012 و2014 بواسطة برنامج تعاون مع المخابرات الدنماركية.
وقالت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة إن وكالة الأمن القومي الأميركية (ان اس ايه) تنصتت على كابلات الإنترنت الدنماركية للتجسس على سياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا.
وأضافت أن وكالة الأمن القومي استغلت تعاونها في مجال المراقبة مع وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية للقيام بذلك.
ووفق الهيئة، جرى إبلاغ وزيرة الدفاع ترين برامسن التي تولت الوزارة في يونيو 2019، بالتجسس في أغسطس 2020.
وقالت الوزيرة للهيئة الإذاعية إن «التنصت المنهجي على حلفاء مقربين أمر غير مقبول». وكشفت المعلومات إثر تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الدنماركية مع تلفزيون «إس في تي» وشبكة «إن آي كاي» النرويجية ووسائل إعلام ألمانية وصحيفة «لوموند» الفرنسية.
وقالت الإذاعة الدنماركية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير وزعيم المعارضة آنذاك بير شتاينبروك كانوا بين من تجسست عليهم وكالة الأمن القومي الأميركية.
وكانت الوكالة الأميركية تملك إمكانية الاطلاع على رسائل الجوال والمكالمات الهاتفية وسجل الإنترنت بما في ذلك عمليات البحث وخدمات المحادثة.
وذكرت تفاصيل التجسس في تقرير داخلي وضعته وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية تحت اسم «عملية دنهامر» وقدم إلى قيادة الوحدة في 7 مايو 2015.
وأوضحت هيئة الإذاعة الدنماركية أن معلوماتها مستقاة من تسعة مصادر مختلفة لها اطلاع على تقارير وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية، وشددت على أن مصادر عدة أكدت ما خلصت إليه.
وفي حال تأكده، فإن التجسس الأميركي كان يجري أثناء وبعد قضية سنودن عام 2013 التي تفجرت عندما كشف المتعاقد السابق مع المخابرات إدوارد سنودن أن الحكومة الأميركية كانت تتجسس على مواطنيها وحلفائها.