أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المفاوضات التي تجريها إيران مع القوى العالمية الكبرى لإحياء اتفاقها النووي دخلت «مرحلة حاسمة»، وحذرت من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق قد تكون له عواقب وخيمة على عملها.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي القول للصحافيين أمس في فيينا إنه قد يتم تقليص عمل مفتشي الوكالة في إيران بصورة أكبر إذا ما انتهى أجل اتفاقية المراقبة المؤقتة المعمول بها حاليا في 24 يونيو دون التوصل إلى حل بشأن الاتفاق النووي.
وجدد غروسي مطالبته إيران بالشفافية وتقديم المعلومات من أجل بناء الثقة، وذلك بعدما أكد أنها لم تقدم التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة غير المعلن عنها على أراضيها، رغم مرور عدة أشهر على الطلب.
وأضاف في كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة امس، أن إعادة بناء الثقة لن تتم ما لم تظهر طهران التزامها، في إشارة منه إلى حديث إيران الدائم عن التعامل بحسن نية، متمنيا أن يتحول ذلك الكلام إلى عمل جاد.
كما شدد على أنه لا يمكن للسلطات هناك إعاقة عمل المفتشين الدوليين ثم التظاهر بوجود ثقة متبادلة، وفق قوله.
وتابع أن إيران قالت إنها ستتعاون، إلا أنها لم تفعل شيئا، مضيفا أنه وفي ظل عدم وجود إجابات واضحة وصريحة من طهران، فإن الوكالة تشعر بقلق عميق، وذلك لأن المواد النووية التي كانت موجودة في المواقع الثلاثة غير المعلنة في البلاد قد باتت في مواقع مجهولة اليوم.
إلى ذلك، لفت إلى أن القلق موجود أيضا لأن المناقشات الفنية بين الوكالة وإيران لم تسفر عن النتائج المتوقعة، مكررا مطالبة طهران بتوضيح وحل سريع لهذه القضايا دون مزيد من التأخير.
وكشف أن المحادثات مع إيران لم تحقق تقدما ملموسا، وأن مفاوضات فيينا معقدة وقد غاب عنها التسلسل الزمني للالتزام بالاتفاق النووي.
وأضاف أن على إيران تقديم المعلومات والوثائق والأجوبة عن أسئلة الوكالة، مشددا على أن عدم إحراز تقدم في هذا الملف يؤثر بشكل خطير على قدرة الوكالة على تقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن تفاوض الوكالة على تمديد اتفاق المراقبة مع إيران يزداد صعوبة. وذكر غروسي عندما سئل عن مدى إمكانية أن يمدد الجانبان الاتفاق مرة أخرى في وقت لاحق هذا الشهر «أعتقد أن الأمر يزداد صعوبة».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الإيرانية إن الاستعدادات تتواصل للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 الجاري.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث إسماعيل موسوي أن عدد مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد قد تصل إلى 72 ألف مركز ثابت ومتنقل، كما أعلن أن عدد المؤهلين للمشاركة في التصويت يبلغ أكثر من 59 مليون ناخب.
وأضاف أن بطاقات الاقتراع للانتخابات الرئاسية ومجالس المدن والقرى والدورة التكميلية لأعضاء مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة تم تصميمها وتوزيعها على المحافظات حسب عدد السكان.