أعلنت وزارة الخزانة الأميركية امس فرض عقوبات ضد 16 مسؤولا من بيلاروسيا، بالإضافة إلى خمس مؤسسات أمنية بيلاروسية، في خطوة جاءت بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين وتستهدف نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بعد إجباره طائرة ركاب على الهبوط في مينسك لاعتقال معارض.
وذكرت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن العقوبات الأميركية شملت جهات أمنية بيلاروسية، وعلى رأسها جهاز أمن الدولة البيلاروسي والإدارة العامة لمكافحة الجريمة المنظمة والفساد بوزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي.
كما شملت العقوبات المتحدثة باسم الرئاسة البيلاروسية، وقائد القوات الخاصة بلجنة أمن الدولة، وقائد شرطة مينسك، ونائب وزير العدل، والنائب العام.
وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في بيان «تظهر هذه التسميات المنسقة (لشخصيات فرضت عليها عقوبات) التزاما ثابتا عبر الأطلسي بدعم تطلعات الشعب البيلاروسي للديموقراطية».
جاء ذلك بالتزامن مع موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي امس على فرض عقوبات تستهدف قطاعات اقتصادية رئيسية في بيلاروس، في إطار تكثيف الضغوط على مينسك.
وقال ديبلوماسيون، بحسب «فرانس برس»، إن الوزراء وافقوا خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ على اتخاذ إجراءات واسعة النطاق تستهدف منابع إيرادات مهمة بالنسبة للنظام البيلاروسي من بينها صادرات أسمدة البوتاس وصناعة التبغ والمنتجات النفطية والبتروكيميائية وقطاع المال.
وتعد بيلاروسيا ثاني أكبر مصدر في العالم لأسمدة البوتاس بعد كندا، بحسب البنك الدولي إذ بلغت قيمة مبيعاتها منها 2.8 مليار دولار في 2018.
وتشير مجموعة «بيلاروسكالي» المملوكة للدولة، الى أنها تنتج حوالى خمس احتياجات العالم من أسمدة البوتاس وتوظف 16 ألف شخص.
وقال مسؤولون ان الإجراءات تشمل أيضا حظرا على بيع معدات الرقابة إلى بيلاروسيا وتشديد حظر بيع الأسلحة إلى مينسك، وذلك حال إقرارها رسميا من قبل التكتل الذي يضم 27 بلدا في الأيام المقبلة.
كما وافق الوزراء رسميا على إدراج 86 شخصية وكيانا في بيلاروسيا على قائمة لتجميد أصولهم وحظر منحهم التأشيرات.
وقبيل الاجتماع قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس «سنواصل مسار فرض عقوبات على لوكاشنكو ونظامه.
لن نكتفي بعد الآن بمعاقبة الأفراد بل سنفرض أيضا عقوبات تستهدف قطاعات محددة».
وتابع «نريد أن نسهم بهذه الطريقة في تجفيف منابع تمويل هذا النظام».
أما مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فأكد في وقت سابق أنه من المفترض أن يتم استكمال المسائل المرتبطة بالعقوبات على بيلاروسيا بعد قمة مرتقبة لقادة التكتل.
وقال للصحافيين إن «العقوبات هي الطريقة للضغط على حكومة بيلاروسيا»، مضيفا «سنؤذي اقتصاد بيلاروسيا بشدة».