أوقف جهاز الاستخبارات في أفغانستان أربعة صحافيين لزيارتهم بلدة حدودية تسيطر عليها طالبان واتهمتهم بـ «الدعاية» للعدو، وفق ما أعلن مسؤولون امس.
وأوقف الصحافيون الأربعة في قندهار بعد عودتهم من بلدة سبين بولداك، المنفذ الحدودي مع باكستان الذي سيطرت عليه حركة طالبان في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الصحافيين كانوا يجرون تحقيقات حول تقارير حكومية تتهم طالبان بارتكاب مجازر بحق مدنيين في البلدة، ما ينفيه المتمردون.
وقال وزير الداخلية الأفغاني ميروايس ستانيكزاي في بيان، إن «الدعاية بأي شكل لصالح الإرهابيين وضد المصالح القومية لأفغانستان هي جريمة». وأشار إلى أن «قوات الأمن تحقق في القضية».
وأفادت منظمة ناي غير الحكومية لدعم حرية الإعلام، بأن الصحافيين أوقفوا بناء على أوامر المديرية الوطنية للأمن، جهاز الاستخبارات الأفغاني.
وأوردت المنظمة أنه «لم يتضح بعد ما الذي جرى»، مضيفة أن ثلاثة من الصحافيين الأربعة يعملون في شبكة إذاعية محلية. وتابعت المنظمة «عائلاتهم بغاية القلق».
ودعت «ناي» الحكومة إلى إطلاق سراحهم فورا، واعتبرت أن «الاعتقال خارج نطاق القضاء غير مقبول».
ويأتي توقيف الصحافيين الأربعة بعد أسبوعين من مقتل مصور يعمل لصالح وكالة أنباء رويترز خلال تغطيته المعارك في سبين بولداك.
وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم، إن الصحافيين الأربعة توجهوا إلى سبين بولداك «للتحقيق في مزاعم بشأن قتل مدنيين هناك». وتابع: «جريمتهم الوحيدة أنهم أرادوا كشف الحقائق».
إلى ذلك، احتشد آلاف الاشخاص في المنطقة الحدودية الواقعة شمال غرب باكستان، للمطالبة بالسلام في دولة أفغانستان المجاورة، حيث يتدهور الوضع الأمني قبيل إتمام عملية الانسحاب الكامل للقوات الدولية من هناك.
ونظمت حركة «بشتون تحفظ» الشعبية، المعنية بالدفاع عن حقوق عرقية البشتون، المسيرة في إقليم جنوب وزيرستان.
ووصف السيناتور السابق وزعيم البشتون، أفراسياب ختاك، الحدث الذي تم في مدينة ماكين بأنه «دليل على التضامن» مع شعب أفغانستان.
من جهة اخرى، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ امس، ان الوضع الامني في افغانستان لايزال يمثل تحديا كبيرا ويتطلب تسوية تفاوضية.
وقال شتولتنبرغ في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عقب مباحثاته مع الرئيس الافغاني اشرف غني، ان «افغانستان تواجه وضعا امنيا صعبا جدا مع انسحاب القوات الأجنبية». وأضاف ان «الحلف سيواصل دعم افغانستان بما في ذلك عبر التمويل والوجود المدني والتدريب خارج البلاد».