على غرار المظاهرات التي شهدتها عدة دول من قبل الرافضين لإجراءات الإغلاق للحد من تفشي فيروس كورونا، تشهد العديد من دول العالم احتجاجات على فرض «الشهادة الصحية» المرتبطة بالتحصين من «كوفيد -19».
وبعد تظاهرات للسبت الثالث على التوالي أمس الأول لأكثر من 200 ألف فرنسي رافضين لشهادات التطعيم، تحدى مئات المحتجين المناهضين لتدابير الإغلاق الألمان من أنصار حركة «كويردنكر» أمس أمرا للمحكمة بحظر التظاهر ونظموا تجمعات في برلين تخللتها صدامات مع الشرطة. وأفادت الشرطة بأن بعض المحتجين «ضايقوا وهاجموا» عناصر الأمن في منطقة شارلوتنبرغ غرب العاصمة وتجاوزوا الحواجز.
وقالت شرطة برلين على تويتر: «حاولوا اختراق سلسلة للشرطة وجر زملائنا. أدى ذلك إلى استخدام المواد المسيلة والهراوات والعنف الجسدي».
وأضافت أنه تم توقيف عدد من الأشخاص وإصابة نحو 20 شرطيا.
ونظمت التظاهرات بدعوة من حركة «كويردنكر» (المنشق)، التي باتت أبرز حركة مناهضة لقيود احتواء الفيروس في ألمانيا.
ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها «حرية» و«لا لديكتاتورية كورونا» فيما لم يضع العدد الأكبر من المشاركين الكمامات.
وبعد تجاوز عدد جرعات اللقاح المضاد لكورونا المعطاة حول العالم الـ 4 مليارات و110 ملايين جرعة بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكينز الأميركية، بلغ عدد الحاصلين على جرعات اللقاح كاملة نسبة الـ 15% من سكان العالم بحسب وكالة فرانس برس، ما يشير الى أن القضاء على الوباء مازال بعيد المنال.
إلى ذلك، أطلقت مدن صينية حملات واسعة لفحص كوفيد شمل الملايين وفرضت قيودا جديدة على السفر في وقت تحاول السلطات الصحية جاهدة احتواء أكبر تفش للفيروس في البلاد منذ أشهر خصوصا بالنسخة المتحورة «دلتا».
وسجلت الصين امس 75 إصابة جديدة بفيروس كورونا بينها 53 عدوى محلية، فيما تفيد تقارير أن مجموعة إصابات على صلة بمطار في شرق البلاد أدت إلى تفشي الوباء في أكثر من 20 مدينة وأكثر من 10 مقاطعات.
ويحاول المسؤولون حاليا تعقب أكثر من 5 آلاف شخص في أنحاء البلاد حضروا عرضا مسرحيا في تشانغجياجيه، وهي مدينة سياحية في مقاطعة هونان فرضت إغلاقا على كافة سكانها البالغ عددهم 1.5 مليون وأغلقت جميع المواقع السياحية بعدما ثبتت إصابة 4 من الزوار بالفيروس.
ويشير مسؤولو الصحة إلى أن التفشي المحدود للفيروس في تشانغجياجيه كان بسبب مسافرين قدموا من نانجينغ وأدى إلى تفشي الوباء في أكثر من 20 مدينة.
وسجلت بكين أمس 3 حالات عدوى محلية لدى عائلة تعيش على أطراف العاصمة الصينية عادت مؤخرا من تشانغجياجيه، وفق ما أفاد مكتب الصحة المحلي.
وقطعت بكين جميع خطوط النقل العام سواء عبر القطارات أو الحافلات أو الطيران مع المناطق، حيث سجلت الإصابات بالفيروس.
كما منعت العاصمة الصينية دخول السياح في ذروة موسم السفر خلال عطلة الصيف وباتت لا تسمح إلا بدخول «المسافرين لأسباب ضرورية» ممن يحملون فحوصا بنتيجة سلبية.
فاوتشي يستبعد تدابير إغلاق جديدة في الولايات المتحدة
عواصم ـ وكالات: قال مستشار البيت الأبيض للأزمة الصحية أنتوني فاوتشي امس، إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستطبق تدابير إغلاق مجددا، حتى لو «تدهور الوضع» بسبب «تفشي الوباء لدى غير المطعمين».
وسعى فاوتشي إلى الطمأنة خلال مقابلة على قناة «ايه بي سي»، معتبرا أنه من غير المحتمل أن تجد الولايات المتحدة نفسها مرة أخرى «في الوضع نفسه كما في الشتاء الماضي». وأضاف: «لا أعتقد أننا سنطبق مجددا تدابير إغلاق».
ورغم كل شيء فإن «الوضع سيتدهور»، على حد قوله، في إشارة إلى «تفشي الوباء بسبب غير المطعمين».
وتابع: «الحل هو تلقي التطعيم وفي هذه الحالة لن يحدث كل هذا»، مشيدا بفاعلية اللقاحات ضد كوفيد-19 التي «تجعل الإصابة غير خطيرة» وتحول «دون دخول المستشفى أو ربما الوفاة».
واستدرك «مع ذلك عندما يصاب الأشخاص غير المحصنين بالعدوى يسهمون في نشر الوباء ما يؤثر في نهاية المطاف على الجميع».
من جهته، أكد فرانسيس كولينز مدير المعاهد الوطنية للصحة عبر شبكة «سي إن إن»، أن «اللقاحات عالية الفعالية حتى ضد المتحورة دلتا».
وذكر أن القيود الجديدة تعني أن المطعمين في النهاية «قادرون على نقل العدوى»، لكنها تهدف «بشكل أساسي الى حماية غير المطعمين» لأن المحصنين «يقل احتمال تعرضهم للإصابة بمرض خطير 25 مرة» كما قال.
وأشاد كولينز بزيادة عدد المطعمين قائلا «في لويزيانا تضاعف معدل التطعيم ثلاث مرات خلال الأسبوعين الماضيين» وزاد بنسبة «56%» على المستوى الوطني. وقال «الخبر السار هو أن الناس يفهمون الرسالة».