أدى سقوط ثلاثة صواريخ في مطار قندهار ليل امس الاول، إلى أضرار في مدرجه الوحيد وإلى إلغاء كل الرحلات الجوية من وإلى هذه المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب أفغانستان والتي أحكمت حركة طالبان سيطرتها عليها في الأسابيع الأخيرة.
واقترب المتمردون امس، من حدود هرات، في اليوم الرابع على التوالي من الاشتباكات قرب هذه المدينة الكبيرة الواقعة في غرب البلاد، ودخلوا لشكركاه عاصمة ولاية هلمند المجاورة لقندهار حيث يدور القتال، بحسب وكالة فرانس برس.
ومع احتدام القتال، انتقد الرئيس أشرف غني طالبان مجددا لفشلها في حشد قوتها التفاوضية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال غني في اجتماع لمجلس الوزراء «نريد السلام لكنهم يريدوننا أن نستسلم».
ويشمل مجمع مطار قندهار الذي يضم مدرجا واحدا فقط، قاعدة جوية عسكرية حيوية لإمداد القوات الأفغانية التي تواجه طالبان منذ أسابيع عدة في ضواحي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة.
وقال رئيس مطار قندهار مسعود باشتون «أطلقت ثلاثة صواريخ على المطار أصاب اثنان منها المدرج، ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من المطار وإليه». وهذا ما أكده مسؤول في الطيران المدني في كابول. وأضاف أن أعمال إصلاح المدرج جارية.
واقتربت طالبان في الأسابيع الأخيرة من قندهار مهد الحركة المتمردة، ووصلت إلى حدود ثاني كبرى مدن البلاد في عدد السكان.
وفر آلاف من سكان قندهار بسبب الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة بحثا عن ملاذ آمن في المدينة.
وتشن حركة طالبان منذ ثلاثة أشهر هجوما واسعا في أنحاء أفغانستان، وسيطر عناصر الحركة على مساحات شاسعة من المناطق الريفية وباتوا في الأيام الأخيرة يهددون عواصم عدد من الولايات إذ اقتربوا من قندهار كما من هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث أكبر مدينة في هذا البلد، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند.
ولم تبد القوات الأفغانية أي مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات.
وفي حال حدوثه، سيشكل سقوط قندهار التي جعلت طالبان منها مركز نظامها حين حكمت أفغانستان بين 1996 و2001، كارثة للسلطات الأفغانية.
وعلى مسافة حوالى عشرة كيلومترات جنوب هرات، استولى المتمردون على جسر بول مالان وتواجهوا مع القوات الأفغانية قرب جسر آخر هو باشتون بول، على الطريق الذي يربط هرات بالمطار.
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية وصول المئات من جنود القوات الخاصة الأحد إلى هرات «بهدف تعزيز العمليات الهجومية والقضاء على طالبان».
وقال بادشاه خان أحد السكان امس، إن طالبان والقوات الأفغانية «تتواجهان في الشوارع» مضيفا أن المسلحين استولوا على العديد من المباني الإدارية، متحدثا عن «مدينة ميتة» وشوارعها مليئة بالجثث.