نفى نائب رئيس وزراء حركة «طالبان» بأفغانستان الملا بردار أخوند صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت إصابته أو مقتله في اقتتال داخل الحركة.
وقال بردار في حوار مقتضب بثه التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول إنه في رحلة لمكان خارج كابول، وليس لديه أي نوع من وسائل الاتصال للتواصل مع الآخرين وطمأنتهم بأنه بخير.
وأضاف «هناك بعض التقارير تفيد بأن بعض وسائل الاعلام ذكرت أن هناك «قتالا داخليا»، هذه التقارير ليست حقيقية. شكرا لله. هناك رحمة وتعاطف بيننا لا يمكن حتى وجودهما داخل أي أسرة».
وشدد على أن أفراد حركة طالبان لا يقاتلون بعضهم البعض من أجل السلطة أو المناصب، ولكنهم يقاتلون فقط من أجل إنهاء احتلال أفغانستان.
وكانت تقارير قد أشارت مؤخرا إلى أن قيادة حركة طالبان غير راضية بصورة غير رسمية عن تشكيل مجلس الوزراء، حيث تم منح مزيد من السلطات لشبكة حقاني، مما أدى لاندلاع صراعات داخلية، كما وردت تكهنات بأن بردار قتل أو أصيب.
في غضون ذلك، التقت مبعوثة للأمم المتحدة مع وزير الداخلية الأفغاني الجديد سراج الدين حقاني المدرج منذ سنوات على قائمة الولايات المتحدة لأبرز المتطرفين المطلوبين في العالم.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في بيان على تويتر امس إن الاجتماع ركز على المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن حقاني «شدد على أن بوسع الأفراد التابعين للأمم المتحدة ممارسة عملهم دون أي معوقات، وتقديم المساعدات الحيوية للشعب الأفغاني».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش إن أي إشارة إلى أن المنظمة الدولية يمكنها حل مشكلات أفغانستان «ضرب من الأوهام» وإن قدرتها على التوسط من أجل تشكيل حكومة أكثر شمولا محدودة.
واضاف غوتيريش خلال مقابلة مع رويترز ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالضغط لمساعدة ذلك البلد في محنته «من يظن، في ظل فشلهم في حل مشكلات أفغانستان رغم كل هذه الموارد، أن بوسعنا الآن، ودون تلك القوات والأموال، حل المشكلات التي لم يتمكنوا من حلها خلال عقدين فهو واهم» مؤكدا«لا تنتظروا المعجزات»، مشددا على أن الأمم المتحدة قد تتحاور مع طالبان، لكن الحركة لن تقبل مطلقا أن يكون للمنظمة دور في تشكيل حكومة أفغانية جديدة.
من جهته، قال الممثل الأميركي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، إن الشعب الأفغاني نفسه تسبب في وجود هذا الوضع في البلاد، متهما الرئيس السابق أشرف غني بعرقلة الانتقال السلمي.
وأضاف أنه لا ينبغي تحميل الولايات المتحدة مسؤولية فشل الحكومة الأفغانية لافتا إنه وفقا للمخطط المحدد، كان من المفترض أن يبقى أشرف غني في أفغانستان كرئيس للبلاد لكنه لم يفعل ذلك.
بدوره، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاب قوات التحالف الغربي من الأراضي الأفغانية بالخطوة المتسرعة، مؤكدا ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود لضمان أمن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي على خلفية الأوضاع في أفغانستان.
وقال بوتين، خلال كلمة أمام قمة زعماء دول منظمة الأمن الجماعي المنعقدة في العاصمة الطاجيكية امس: «بعد الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية وحلفائها من أفغانستان وقدوم حركة طالبان إلى السلطة، تبادل الزعماء في قمة استثنائية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الآراء بشأن المخاطر المتعلقة بالتغير الجذري في الأوضاع في ذلك البلد».