تظاهر آلاف التونسيين في العاصمة تونس أمس في ظل وجود مكثف للشرطة، وذلك للاحتجاج على استحواذ الرئيس قيس سعيد على سلطات الحكم وتنديدا بـ «الانقلاب»، في إشارة إلى القرارات التي اتخذها سعيد الأربعاء الماضي بتعزيز صلاحياته على حساب الحكومة والبرلمان الذي جمد أعماله قبل شهرين «إلى إشعار آخر».
وتجمع حشد كبير من المحتجين أمام مقر «المسرح البلدي» في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس الذي كان منطلقا لمظاهرات «الربيع العربي»، رافعين علم تونس وللدفاع عن دستور 2014.
ورددوا «بالروح بالدم نفديك يا دستور» و«دستور حرية كرامة وطنية» و«الشعب يريد عزل الرئيس»، بحسب وكالة فرانس برس.
وطوق عناصر الأمن المنتشرون بأعداد كبيرة وبسياراتهم المتظاهرين وعزلوهم بالكامل عن جزء من الشارع.
وهذه التظاهرة هي الأكبر منذ إعلان قيس سعيد قراراته، حيث ردد المحتجون ومن بينهم نواب في البرلمان وأنصار أحزاب رافضة لقرارات سعيد، شعارات رفعت خلال ثورة 2011 ضد نظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي من قبيل «ارحل ارحل يا قيس» و«الشعب يريد إسقاط الانقلاب».
وكان الرئيس سعيد قد قال إن الخطوات التي اتخذها ضرورية للخروج من حالة الشلل السياسي والركود الاقتصادي ومعالجة ضعف إجراءات مكافحة جائحة كورونا.
وقالت نادية بن سالم إنها قطعت مسافة 500 كيلومتر من جنوب البلاد للتعبير عن غضبها في الاحتجاج. وأضافت وهي ممسكة بنسخة من الدستور «سنحمي الديموقراطية.. الدستور خط أحمر».
واعتبر عبدالفتاح سيف الذي يعمل مدرسا «إنه ديكتاتور. خان الثورة وخان الديموقراطية. لقد جمع كل السلطات. إنه انقلاب ونحن سوف نسقط الانقلاب في الشوارع».
ولايزال سعيد يحظى بدعم واسع من التونسيين الذين ضاقوا ذرعا بالفساد ومن ضعف الخدمات العامة ويقولون إنه طاهر اليدين.
وفي 25 يوليو الفائت، أعلن سعيد في خطوة مفاجئة تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد.
وأصدر الأربعاء تدابير «استثنائية» بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضا عن البرلمان.
وقال القيادي في حزب حركة النهضة الإسلامية والنائب في البرلمان المجمد الصحبي عتيق وسط المحتجين في الشارع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نعتبر الدستور لا يزال قائما وقد صادق عليه 200 صوت (من بين 217) في المجلس التأسيسي ونال إشادة دولية وهو يعبر عن إرادة الشعب وحصل حوله توافق وطني، ليس من المنطق إلغاؤه بجرة قلم».
وتابع عتيق: «نحن الآن في حكم ملكي فردي غير دستوري يقوده قيس سعيد، نحن نواجه الانقلاب بما استطعنا وندعم أي حوار وطني لإعادة الدستور والشرعية ومن ثم ندعم أي إصلاحات أو تغييرات لكن في ظل الشرعية الدستورية».
ولايزال سعيد يحظى بدعم واسع من التونسيين الذين ضاقوا ذرعا بالفساد وضعف الخدمات العامة ويقولون إنه طاهر اليدين. وظهر العشرات من أنصاره في المظاهرة. وفصلت الشرطة بين المعسكرين.
وقال رجل اسمه أحمد كان يمزق الدستور على بعد أمتار في مظاهرة تضم عشرات من مؤيدي سعيد «الدستور هذا أعده الإسلاميون ودمروا البلاد بتشتيت السلطات».
وتابع: «نحن نؤيد سعيد لأنه أعلن الحرب على طبقة سياسية فاسدة».