أجرى ديبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون في طهران أمس مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وسط تشدد في اللهجة الأميركية وتلويح بـ «خيارات أخرى» في حال عدم عودة طهران سريعا لطاولة المباحثات.
والتقى الديبلوماسي انريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا، في طهران مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري، المتوقع أن يشرف على فريق التفاوض لدى استئناف المباحثات في العاصمة النمسوية.
وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية الى أن اللقاء بحث «القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، من بينها العلاقات الإيرانية - الأوروبية وموضوع إلغاء الحظر الظالم عن إيران والأوضاع في أفغانستان».
وكان مورا أكد في تغريدة عبر تويتر قبل الزيارة، أنه سيشدد في مباحثاته في طهران على «الضرورة الملحة لاستئناف المفاوضات»، معتبرا أن زيارته تأتي في توقيت «دقيق».
وتحض دول غربية أبرزها الولايات المتحدة، إيران على استئناف المباحثات المعلقة منذ يونيو، وتهدف الى إحياء الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى في العام 2015، وانسحبت منه واشنطن أحاديا قبل 3 أعوام.
وأكدت طهران قرب حصول ذلك، لكن من دون تحديد موعد، مشددة على أنه سيكون رهن إنجاز حكومة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي الذي تولى مهامه في أغسطس، مراجعة ملف الجولات التي أجريت في عهد سلفه المعتدل حسن روحاني.
وتأتي زيارة مورا غداة تحذير أميركي لإيران من اعتماد مقاربة مختلفة في حال تعثر المسار الديبلوماسي للتعامل مع برنامجها النووي الذي سبق وأن أثار توترات لأعوام مع الدول الغربية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، إن الولايات المتحدة تعتبر ان «الحل الديبلوماسي هو السبيل الأفضل».
لكنه أشار بحزم أكبر من السابق إلى أن واشنطن لن تنتظر فترة طويلة لاستئناف المباحثات المعلقة، معتبرا أن «الحوار يتطلب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران».
من جهته، لوح لابيد باستخدام القوة. وقال: «تحتفظ إسرائيل بحق التحرك في أي وقت وبأي طريقة».
وردا على هذا التهديد، حذرت إيران عبر مندوبها الى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي إسرائيل من ان «أي خطأ في الحسابات ومغامرة محتملة ضد إيران ومن ضمن ذلك برنامجها النووي السلمي»، وذلك في رسالة الى رئيس مجلس الأمن الدولي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية «إرنا».