أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سفراء الدول العشر، وبينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، الذين دعوا للإفراج عن المعارض عثمان كافالا سيتم اعتبارهم «أشخاصا غير مرغوب فيهم».
وقال أردوغان خلال زيارة لوسط تركيا: «أمرت وزير خارجيتنا بالتعامل في أسرع وقت مع إعلان هؤلاء السفراء العشرة أشخاصا غير مرغوب فيهم»، من دون أن يعلن موعدا محددا لذلك.
وكانت وزارة الخارجية التركية استدعت يوم الثلاثاء الماضي سفراء الدول العشرة وهي: كندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة، بسبب ما وصفته ببيان «غير مسؤول» يدعو إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا الذي تتهمه أنقرة بتمويل احتجاجات والمشاركة في انقلاب فاشل وهو ما ينفيه كافالا.
وقال أردوغان خلال مشاركته في اجتماع حزبي بولاية أسكي شهير شمال غربي البلاد: «نضال تركيا في سبيل عالم أكثر عدلا يزعج كثيرا المستعمرين وامتداداتهم بيننا، نحن لا نتعامل أبدا مع أولئك الذين يتطاولون على تركيا بدلا من مواجهة ماضيهم الدموي والقاتل في أفريقيا».
وأردف: «ألستم من قتلتم مليون شخص في الجزائر ومليون شخص في نيجيريا وقتلتم 900 ألف شخص في رواندا؟ من هؤلاء؟ إنهم الغرب وفرنسا من فعلوا ذلك».
واستطرد قائلا: «لا يمكن لهؤلاء أن يعطونا درسا في الإنسانية، يجب أن يتعلموا أولا الإنسانية، من أين؟ من تركيا، لأن أشقاءنا الأفارقة يردون بالشكل الذي يستحقه أولئك الذين ينتقدوننا بسبب سياستنا تجاه أفريقيا»، مؤكدا: «خلال الفترة المقبلة، سنواصل تعزيز تعاوننا مع القارة الأفريقية، التي تعد من أهم أجزاء رؤيتنا العالمية، ولو على حساب إزعاج المستعمرين وطابورهم الخامس».
في غضون ذلك، قال خلوصي أكار وزير دفاع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمس إن تشكيل تحالفات خارج الحلف سيضر بالمنظمة.
وجاء تصريح أكار بعد إبرام اليونان وفرنسا العضوان أيضا في حلف شمال الأطلسي، اتفاقا للتعاون الاستراتيجي العسكري والدفاعي في سبتمبر الماضي يتضمن طلبا لشراء 3 فرقاطات فرنسية تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات يورو.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هذا الشهر إن الاتفاقية ستسمح للبلدين بمساعدة بعضهما البعض في حالة وجود تهديد خارجي.
واعتبر وزير الدفاع التركي بعد اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأسبوع الماضي «في ضوء أننا داخل حلف شمال الأطلسي، يجب أن يعلم الجميع أن البحث عن تحالفات مختلفة خارجه سيلحق ضررا بحلف شمال الأطلسي وعلاقاتنا الثنائية ويزعزع الثقة». ونشرت وزارة الدفاع التركية تصريحات أكار.
وقال أكار: «أجرينا محادثات إيجابية وبناءة مع وزير الدفاع اليوناني. نتوقع أن نرى نتائج إيجابية من هذه المحادثات في الفترة المقبلة».
من ناحية أخرى، قال أكار إن «العمل الفني بدأ» للحصول على طائرات فايبر إف 16 من الولايات المتحدة بالإضافة إلى تحديث الطائرات الحربية التي تمتلكها تركيا بالفعل.
وكان أردوغان قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة اقترحت بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لتركيا مقابل استثمارها في برنامج طائرات إف-35 الذي تم استبعاد أنقرة منه بعد شراء أنظمة دفاع صاروخي من روسيا.