تتنامى المخاوف من تداعيات القيود الجديدة لمحاصرة كوفيد-19 في أوروبا التي تسجل معظم دولها تصاعد الاحتجاجات المناهضة للإجراءات الاحترازية تزامنا مع ارتفاعات قياسية جديدة للإصابات، في الوقت الذي بدأت فيه النمسا إغلاقا كاملا بينما تفكر ألمانيا في الاقتداء بها.
وأصبح الإغلاق ساريا منذ منتصف ليل أمس الأول رسميا في النمسا، وهو إجراء جذري أثار الغضب في الدولة الواقعة في جبال الألب، على غرار بلجيكا وهولندا حيث أدت إعادة فرض تدابير إلى الحد من انتشار كوفيد-19 إلى وقوع صدامات عنيفة.
وأضحت فيينا من جديد مدينة ميتة، حيث أغلقت المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل، باستثناء المدارس، وساد الصمت في العاصمة وسائر البلاد.
وباتت النمسا أول دولة أوروبية تعاود حجر سكانها بالكامل منذ تم توفير اللقاحات للسكان على نطاق واسع. وفرض الحجر المنزلي على 8.9 ملايين نمساوي باستثناء حالات معينة مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة وتلقي الرعاية الطبية. كذلك يمكن الذهاب إلى العمل واصطحاب الأطفال إلى المدرسة، لكن السلطات دعت إلى إبقائهم في المنزل.
وأعلن المستشار النمساوي الكسندر شالنبرغ في وقت سابق تطبيق التطعيم الإلزامي ابتداء من فبراير المقبل بسبب الارتفاع الحاد في الإصابات.
وعليه يواجه النمساويون الذين يرفضون تلقي اللقاح المضاد لكورونا غرامات تصل إلى 3600 يورو (4 آلاف دولار) فور بدء التطعيم الإلزامي في العام المقبل.
وكانت ردة الفعل سريعة، حيث تظاهر السبت الماضي نحو 40 ألف شخص منددين «بالديكتاتورية»، تلبية لدعوة اطلقها حزب اليمين المتطرف. وأمس احتشدت في لينز شمال البلاد مسيرة أخرى لآلاف المتظاهرين.
وفي ألمانيا اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن القيود المفروضة حاليا غير كافية لاحتواء الموجة الوبائية الرابعة الشديدة، وفق ما أفادت مصادر في حزبها فرانس برس.
وفي تحذير شديد لحث مواطنيه على تلقي التطعيم، قال وزير الصحة الألماني ينس شبان، إن معظم سكان ألمانيا سيكونون إما «تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا» جراء كوفيد في غضون بضعة أشهر، حتى إن المستشارة أنجيلا ميركل التي تستعد لمغادرة منصبها اعتبرت أن قيود احتواء كوفيد الحالية «غير كافية».
وعلى غرار النمسا، تزامن ارتفاع عدد الإصابات، مع تصاعد الاستياء من الإجراءات، في عدة مدن أوروبية.
ولليلة الثالثة على التوالي، اندلعت الاضطرابات في هولندا أمس الأول. وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية وألحقوا أضرارا جسيمة في إنشيده، بالقرب من الحدود الألمانية، وفي غرونينغن وليوفاردن في الشمال وتيلبورغ في الجنوب.
وندد رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بالاضطرابات التي أثارتها احتجاجات مناهضة لقيود كوفيد تواصلت على مدى 3 ليال، واصفا إياها بأنها «عنف محض» ينفذه «حمقى» فيما تعهد ملاحقة المسؤولين عنها قضائيا.
وفي بروكسل أيضا، وقعت صدامات ضمن تجمع ضم نحو 35 ألف متظاهر رافض للتدابير الجديدة، وفقا للشرطة. وأعلنت بلجيكا تعميم وضع الكمامة وتنوي كذلك جعل العمل عن بعد إلزاميا للوظائف التي تسمح بذلك من أجل وقف انتشار الوباء في البلاد.