احتدمت التطورات الميدانية في اثيوبيا ما دفع رئيس الحكومة آبي أحمد إلى تسليم مهامه لنائبه وتوجه الى الجبهة لقتال متمردي تيغراي، في وقت اتسعت دائرة الدول التي دعت مواطنيها لمغادرة البلاد.
وقال ناطق باسم الحكومة الإثيوبية إن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين هو المسؤول عن تسيير الأعمال اليومية للحكومة، وإن آبي أحمد موجود على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية منذ أول من أمس، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، بوصفه رئيس الحكومة.
ونقل تقرير نشر على موقع «فانا» الإخباري عن المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو تقديمه في مؤتمر صحافي تفاصيل عن نقل مسؤوليات بعض الأعمال اليومية.
وتهدد قوات جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفاؤها من جيش تحرير أورومو بالزحف إلى العاصمة، لكنها تقاتل بشراسة أيضا في محاولة لقطع ممر للنقل يربط بين إثيوبيا الحبيسة وميناء رئيسي في جيبوتي.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان أول من أمس إن الجيش الإثيوبي وجماعات مسلحة من الأقاليم تمكنوا إلى حد ما من وقف تحركات قوات تيغراي لقطع الممر لكن قوات تيجراي تمكنت من التحرك جنوبا صوب أديس أبابا.
وفي أديس ابابا، شكل مدنيون دوريات لحراسة شوارع العاصمة «بحثا عن جواسيس يعملون لصالح قوات إقليم تيغراي المتمرد».
قال جيتاتشو، وهو واحد من عشرات الآلاف من سكان أديس أبابا الذين انضموا إلى مجموعات الدفاع عن المدينة، إن هذه ليست المرة الأولى التي يدافع فيها عن بلاده ضد المتمردين.
وأضاف الجندي السابق لـ «رويترز»: «أنا الآن أحمي مدينتي متسلحا فقط بعصا، لكن إذا لزم الأمر وأعطوني سلاحا، فسأفعل الشيء نفسه».
وبدأت مجموعة جيتاتشو تسيير دوريات منذ أسبوع. وذات مرة، تلقوا معلومات عن ثلاثة غرباء يقضون النهار داخل منزل ويخرجون فقط في الليل. كما سمع الجيران الرجال يتحدثون بلغة سكان تيغراي، وقال جيتاتشو إنه أبلغ الشرطة التي احتجزتهم طوال الليل وفتشت منزلهم. لكن لم يتم العثور على شيء وتم إطلاق سراحهم. ومع ذلك، أمرته الشرطة بإبقائهم تحت المراقبة.
وقـــــال سولومـــون فانتاهون، المسؤول في مفوضية شرطة أديس أبابا، إن الشرطة دربت 147 ألف متطوع ومتطوعة في مجالات مكافحة الجرائم والشرطة المجتمعية والانضباط.
وأضاف أن ألفي متطوع تلقوا تدريبات إضافية على إجراء عمليات التفتيش ومساعدة الشرطة، مشيرا إلى أن هؤلاء ساعدوا في ضبط أسلحة وتوجيه الشرطة إلى مشتبه بهم.
إلى ذلك، دعت ايطاليا رعاياها إلى مغادرة اثيوبيا والامتناع عن السفر اليها، وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان إنها تنصح الرعايا الايطاليين بعدم التوجه إلى إثيوبيا بسبب صعوبة الوضع في البلاد «واحتمال تدهور الوضع الأمني العام في العاصمة». وناشدت المواطنين الايطاليين الذين مازالوا موجودين في اثيوبيا إلى «استخدام الرحلات التجارية المتاحة لمغادرة البلاد».
بدورها، دعت الحكومة البريطانية رعاياها الى مغادرة البلاد فورا.
من جهة اخرى، أبلغت إثيوبيا أمس ديبلوماسيين إيرلنديين من أصل ستة يعملون في سفارة بلادهم في أديس أبابا بوجوب مغادرة البلاد بحلول الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت الحكومة في دبلن.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن السلطات الإثيوبية أشارت إلى أن القرار «مرده المواقف التي اتخذتها إيرلندا دوليا.. بشأن النزاع الدائر في إثيوبيا والأزمة الإنسانية التي تشهدها».
وأوضح البيان أن السفير الإيرلندي وديبلوماسيا آخر تبلغا هذا الأسبوع بأنهما يمكنهما البقاء في إثيوبيا لكن الآخرين يجب أن يغادروا.
وقال وزير الخارجية سيمون كوفيني «آسف بشدة لهذا القرار الصادر عن حكومة إثيوبيا»، معربا عن أمله بأن يكون التدبير مؤقتا.