لا تبدو إيران في عجلة من أمرها بشأن مفاوضاتها النووية مع مجموعة «4+1» التي فشلت أمس الأول في تحقيق تقدم، ودخلت مرحلة من الجمود حملت واشنطن وحلفاؤها، مسؤوليتها لطهران.
وقال مساعد رئيس ايران للشؤون البرلمانية محمد حسيني في تصريح نقلته وكالة أنباء «فارس» أمس، إن مسؤولي بلاده يواصلون مهامهم بقوة ولا ينتظرون نتيجة المفاوضات في فيينا.
وأضاف: ان اعمالا كبرى قد تحققت في ظل هذه الحكومة، وكان بدء إيران عملية تخصيب لليورانيوم بدرجة نقاء 20% بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة «فوردو» تزامنا مع مفاوضات الأسبوع الماضي أثار استياء غربيا، حيث حملت واشنطن طهران مسؤولية الجمود الذي وصلت إليه مفاوضات فيينا أمس الأول، لتنضم بذلك إلى الأوروبيين الذين عبروا عن «خيبة أملهم وقلقهم» من مطالب طهران.
وتابع حسيني ان الفريق الإيراني المفاوض حضر إلى طاولة المفاوضات في فيينا «بكامل الصلاحيات»، غامزا من قناة الوفود الغربية. وقال «ان الأطراف الاخرى لم تكن لها كلمة تقولها وتوجهت إلى عواصمها لأنها لم تكن تمتلك الصلاحيات اللازمة إلا ان الفريق الإيراني حضر إلى طاولة المفاوضات بصلاحيات تامة».
وقالت مصادر ديبلوماسية إن هذه المحادثات يفترض أن تستأنف خلال أيام للسماح بدرس المقترحات الإيرانية. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن «الحكومة الإيرانية الجديدة لم تأت إلى فيينا حاملة اقتراحات بناءة» اشارة إلى مسودتين قدمهما الوفد الإيراني للاتفاق النووي.
وأضافت «لا نزال نأمل بمقاربة ديبلوماسية، إنها دائما الخيار الأفضل»، لكنها تداركت أن «مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثل، للأسف، في محاولة معالجة المشاكل العالقة».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يتعرض لضغوط إسرائيلية لوقف المحادثات فورا، إن «ما لا تستطيع إيران فعله هو الإبقاء على الوضع الراهن الذي يتيح لها تطوير برنامجها النووي وفي الوقت نفسه التسويف» على طاولة المفاوضات. وأكد أن استمرار «هذا الأمر لن يكون ممكنا»، مشددا على أن الأوروبيين يوافقونه هذا الرأي.
وحذر بلينكن من أنه إذا واصلت طهران تطوير برنامجها النووي عبر إبطاء المفاوضات «فسنتجه نحو خيارات أخرى».
أما الأوروبيون فقد عبروا عن «خيبة أملهم وقلقهم» إزاء المطالب الإيرانية.
وقال ديبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن «طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة» خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو، منددين بـ «خطوة إلى الوراء».
وتعود الوفود في نهاية هذا الأسبوع إلى عواصمها، على أن تستأنف المفاوضات منتصف الأسبوع المقبل «لمعرفة ما إذا كان ممكنا التغلب على هذه الخلافات أم لا».
وأضاف الديبلوماسيون الأوروبيون «ليس من الواضح كيف سيكون ممكنا سد هذه الفجوة في إطار زمني واقعي».
على الطرف المقابل، أكد كبير المفاوضين الإیرانيين علي باقري أنه: «بعد المشاورات، ستستمر المحادثات في فيينا».
وقال باقري للصحافیین: «في اجتماع اللجنة المشتركة، تم تقديم تقييم للمحادثات وتم التأكيد على أن مقترحات إيران بشأن رفع العقوبات والملف النووي مطروحة على الطاولة والأطراف الأخری كانت بحاجة إلى التشاور مع عواصمهم لتقديم ردود منطقية وموثقة على مقترحات طهران.
وأضاف: بناء على ذلك، أعطيت لها فرصة لاستئناف المحادثات في فيينا خلال الأسبوع المقبل.