سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة ضبط مسار رئاسته خلال مؤتمر صحافي طويل بمناسبة مرور سنة على توليه السلطة في واشنطن معتدا بالنجاحات المحققة.
وعشية الذكرى الأولى لتوليه الرئاسة في 20 يناير 2021، عقد بايدن ثاني مؤتمر صحافي له في ولايته. وفاجأ الجميع ببقائه على المنصة ساعة و52 دقيقة.
وردا على سؤال حول شعبيته التي تراجعت إلى ما دون 40% كان بايدن قاطعا «لا أؤمن باستطلاعات الرأي».
وبدا الرئيس الأميركي في مراحل مختلفة من المؤتمر الصحافي هجوميا وممازحا ومواربا أيضا رافضا الانتقادات بشأن إدارته لأزمة الجائحة والتضخم الجامح.
وسأل بايدن «هل من رئيس آخر حقق ما حققته في سنة واحدة؟» معددا الجهود الهائلة لمكافحة كوفيد-19 وآلاف مليارات الدولارات المرصودة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من تداعيات الجائحة.
وأكد الرئيس الأميركي «لا أظن أن أي رئيس جديد آخر اضطر إلى مواجهة ما واجهته. وفي الواقع حققنا الكثير».
وأقر بايدن بأخطاء منذ توليه الرئاسة خلفا لدونالد ترامب متحدثا عن «سنة من التحديات ومن التقدم الهائل أيضا».
ومن هذه الأخطاء «عدم توقع» شراسة التعطيل الجمهوري لبرنامجه في الكونغرس.
وعلى صعيد النجاحات، أكد أن 75% من البالغين الأميركيين باتوا ملقحين بالكامل في مقابل 1% عندما تولى الرئاسة. وشدد الرئيس على «استحداث فرص عمل قياسية» وتحقيق «نمو قياسي».
وأكد انه يتفهم «الاستياء» من الارتفاع المتواصل في الأسعار الذي عزاه إلى مشكلة سلسلة التوريد الناجمة عن الجائحة.
وشدد على أن مكافحة التضخم «ستكون شاقة وتتطلب الكثير من الجهود».
وأضاف: «سيكون الأمر مؤلما لعدد كبير من الناس»، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار ينعكس «على أسعار المحروقات والسلع عند البقالين وفي أماكن أخرى».
وأكد الرئيس الأميركي أنه يريد إنقاذ «أجزاء واسعة» من مشروع إصلاح اجتماعي ضخم قيمته 1750 مليار دولار لم ينجح بتمريره في الكونغرس بسبب معارضة في الصفوف الديموقراطية.
لكنه أكد انه لم يستنفد «كل الخيارات» بشأن تسهيل تصويت الأميركيين السود هم بغالبيتهم ناخبون ديموقراطيون.
وعلى هذا الصعيد أيضا، لم يمرر الكونغرس مشروع التشريع الفيدرالي هذا بعد ساعات على المؤتمر الصحافي.
وقال بايدن في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد التصويت مباشرة «أشعر بخيبة أمل عميقة لعدم مساندة مجلس الشيوخ لديموقراطيتنا. خاب أملي لكن هذا لا يردعني».
وتسلم بايدن بلدا أنهكته جائحة كوفيد-19 وتهزه حركة احتجاج غير مسبوقة على العنصرية فيما أجج الرئيس السابق دونالد ترامب الانقسامات. واعتبر بايدن في مؤتمر الصحافي ان البلاد لاتزال بعيدة عن الوحدة التي ينبغي ان تتمتع بها.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد غالوب ان بايدن يتمتع بشعبية نسبتها 40% مقارنة بـ 57% لدى توليه السلطة، ويثير هذا الوضع قلق الديموقراطيين الذين يخشون هزيمة نكراء خلال انتخابات منتصف الولاية المقررة في الخريف المقبل.
كامالا هاريس
رغم ذلك تناول بايدن انتخابات العام 2024، مؤكدا انه سيختار مجددا نائبته كامالا هاريس لخوضها إلى جانبه.
وعن الانسحاب من أفغانستان المتسرع بعد حرب استمرت 20 عاما، قال بايدين: «لم تكن هناك طريقة للانسحاب بسهولة من أفغانستان بعد 20 عاما».