- وزيلينسكي: إذا سقطت كييف سيحل الدور على دول البلطيق وأوروبا الشرقية
- واشنطن تحذر موسكو ومينسك من نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا
- البيت الأبيض يطلب من الكونغرس اعتماد 10 مليارات دولار إضافية كمساعدات لأوكرانيا
- رئيسة المفوضية الأوروبية: تفعيل آلية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
- الجنائية الدولية" ترسل فريقاً للتحقيق في جرائم حرب محتملة بأوكرانيا
عواصم- وكالات: أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا تسير "بحسب الخطة" الموضوعة لها، مشددا على أن بلاده تقاتل "نازيين جددا" من أجل إنقاذ الروس والأوكرانيين، معتبرا أن هؤلاء "شعب واحد"، فيما اختتمت الجولة الثانية من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا دون تحقيق تقدم ملموس.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن القومي في اليوم الثامن للهجوم الروسي على أوكرانيا، قال بوتين في كلمة بثها التلفزيون الروسي إن "العملية العسكرية الخاصة تسير بدقة بحسب الجدول الزمني المعد لها، بحسب الخطة".
وأشاد بوتين بـ"شجاعة" الجنود الروس الذين وصفهم بأنهم "أبطال حقيقيون"، وأكد أنهم "يقاتلون بحزم وتفهم كلي لعدالة قضيتهم".
وأضاف "لن أتخلى عن القناعة بأن الروس والأوكرانيين شعب واحد".
وأعلن بوتين عن تعويضات مالية للعسكريين الروس الذين قتلوا أو أصيبوا في أوكرانيا، وللجنود الذين لا يزالون منتشرين هناك ، مثنيا على "قتالهم القيّم ضد النازيين الجدد" و"المرتزقة الأجانب" الذين يستخدمون المدنيين "دروعا بشرية".
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الاوكرانيين يدافعون عن حريتهم وعن وطنهم وهذا واجب عليهم وانهم لا يسعون لقتل الجنود الروس الذين غزوا بلاده، مجددا حاجة اوكرانيا الى ضمانات أمنية.
واضاف زيلينسكي في مؤتمر صحافي من احد ملاجئ العاصمة كييڤ، ان الجيش الروسي اذل باجتياح بلاده حيث تعرض لخسائر بشرية كبيرة تفوق تلك التي خسرها الجيش الأوكراني.
وتابع: أنا واثق في جيشنا وفي شعبنا، مؤكدا انه الرئيس المنتخب من قبل الشعب الاوكراني، وقال: ليس لي الحق بالخوف على نفسي ولكني أخشى على عائلتي ووطني.
واعتبر ان استمرار تصرفات روسيا بهذا الشكل يعني نهاية العالم.
وشدد الرئيس الأوكراني بالقول: «لا أجيد إطلاق النار وأرغب في السلام».
ودعا الرئيس الأوكراني الغرب إلى زيادة مساعداته العسكرية لبلاده مؤكدا أنه في حال هزمت روسيا أوكرانيا، ستستهدف موسكو بقية دول أوروبا الشرقية بدءا من دول البلطيق وصولا "إلى جدار برلين".
وقال زيلينسكي "إذا لم نعد موجودين، لا قدّر الله، سيأتي دور لاتفيا وليتوانيا وإستونيا ... وصولا إلى جدار برلين، صدقوني" معتبرا أن الكرملين يهدف ربما إلى إعادة بناء منطقة النفوذ الاوروبية للاتحاد السوفياتي.
كذلك دعا الغرب إلى فرض منطقة حظر جوي فوق بلاده وقال "إذا لم تكن لديكم القوة لإغلاق الأجواء فأعطوني طائرات!".
وأعلن أنه يريد التفاوض مباشرة مع بوتين لأنها "الطريقة الوحيدة لوقف الحرب" بين كييف وموسكو وقال ان "التحدث من دون شروط أو ضغينة".
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا وروسيا يمكن أن يجدا مخرجا من الحرب إذا عامل الكرملين أوكرانيا على قدم المساواة وأجرى محادثات برغبة في التفاوض بحسن نية.
وأضاف "هناك أشياء يجب إيجاد بعض التنازلات بشأنها حتى لا يموت الناس، لكن هناك أشياء لا توجد فيها تنازلات"، قائلا إنه مستعد لإجراء محادثة منفتحة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
جاء ذلك، في وقت أعلن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك أن كييف وموسكو اتفقتا على إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين في ختام ثاني جولة محادثات بين الجانبين منذ بدء الغزو الروسي الأسبوع الماضي.
وقال ميخايلو بودولاك ان "الجولة الثانية من المحادثات انتهت. لسوء الحظ، لم تحقق أوكرانيا النتائج التي تحتاجها بعد. هناك قرارات فقط بشأن تنظيم ممرات إنسانية".
من جهته، قال الجيش الأوكراني إنه يعتقد بأن قوات روسيا البيضاء تلقت بالفعل أمرا بعبور الحدود الأوكرانية.
وفي الولايات المتحدة، وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة كل من روسيا وبيلاروسيا في مؤتمر الأمم المتحدة للحد من التسلح من نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، حليفة موسكو المجاورة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت المبعوثة الأمريكية أود فرانسيس ماكيرنان في مؤتمر الحد من التسلح في تصريحات نشرتها بعثة الولايات المتحدة "أي نقل للأسلحة النووية إلى روسيا البيضاء سيمثل استفزازا خطيرا وسيزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. ندعو روسيا البيضاء إلى رفض سياسات روسيا بالتهديد والترهيب النوويين".
من جانبه، طلب البيت الأبيض رسميًا من الكونغرس الموافقة على تقديم 10 مليارات دولار كمساعدات إنسانية واقتصادية وأمنية إضافية لأوكرانيا وحلفائها في وسط أوروبا للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكتب شالاندا يونج، القائم بأعمال مدير مكتب الإدارة والميزانية في رسالة إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي : "نظرًا للوضع سريع التطور في أوكرانيا، أتوقع أن تنشأ احتياجات إضافية بمرور الوقت"، حسبما أوردت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وأضاف: "يستند طلب التمويل إلى أفضل معلومات الإدارة حول متطلبات الموارد في هذا الوقت، وسوف نظل على اتصال مع الكونجرس في الأسابيع والأشهر القادمة حيث نقوم بتقييم متطلبات الموارد بما يتجاوز هذه الاحتياجات العاجلة".
وطلب يونج أن يُسمح بالتمويل كجزء من مشروع قانون الاعتمادات الذي من المتوقع أن يوافق عليه الكونغرس قبل الموعد النهائي في 11 الجاري لتمويل الحكومة.
اوروبياً، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه تم تفعيل آلية التعامل مع طلب أوكرانيا الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
واضافت المسئولة الاوروبية في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس "بعث الرئيس فولوديمير زيلينسكي خطاب ترشيح لأوكرانيا، وقد تم تفعيل الآلية".
وقالت فون دير لاين في بوخارست إنه ليس هناك شك بأن أوكرانيا قد تكون جزءا من الأسرة الأوروبية، لكن يتم تركيز الجهود في الوقت الحالي على الصراع الروسي-الأوكراني.
الى ذلك، قال كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لوكالة رويترز إن فريقا من المحكمة في لاهاي توجه إلى "منطقة أوكرانيا" لبدء تحقيق في جرائم حرب محتملة.
وجاءت مغادرة الفريق بعد ساعات من قول خان إنه سيبدأ جمع أدلة في إطار تحقيق رسمي فُتح بعد غزو روسيا لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير الفائت.
وقال خان " الفريق الذي شكلناه يضم محققين ومحامين من أولئك الذين لهم خبرة خاصة" في هذا الشأن.
وأضاف سيدرس احتمال ارتكاب كل أطراف النزاع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية، وهي الجرائم التي تختص بها المحكمة.
وتابع "قانون الحرب ما زال ساريا، ولدينا اختصاص واضح".
وأضاف "هذا تذكير لكل الأطراف، لكل أطراف الصراع، بضرورة أن يتصرفوا وفقا لقوانين الحرب".
وردا على سؤال بخصوص الهجمات بقنابل عنقودية والقصف المدفعي للبلدات والمدن الأوكرانية قال خان "أي جانب يستهدف بشكل مباشر مدنيين أو أهدافا مدنية يرتكب جريمة بموجب نظام روما الأساسي وبموجب القانون الإنساني الدولي. الأمر واضح تماما".
وسيعود التحقيق أيضا إلى عام 2014 حين استولت روسيا على منطقة القرم الأوكرانية وبدأت تقديم دعم للانفصاليين المسلحين الذين يقاتلون قوات الحكومة الأوكرانية في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وأشار التقرير السنوي للمدعي العام لسنة 2020، بناء على تحقيقات أولية، إلى ما يشتبه أنها جرائم حرب بينها قتل وتعذيب في شبه جزيرة القرم وهجمات على مدنيين وتعذيب وقتل واغتصاب في شرق أوكرانيا.
وأوضح خان أنه إذا وجد أن جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا، فإن مكتبه سيتتبع الأدلة في تسلسل القيادة حتى أعلى مستويات المناصب السياسية والعسكرية.
وقال "أي شخص يتورط في صراع عليه أن يدرك أنه ليس لديه رخصة لارتكاب جرائم".
يذكر ان كل من روسيا وأوكرانيا ليستا ضمن أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، كما لا تعترف موسكو بالمحكمة التي تأسست عام 1997 بموجب نظام روما الأساسي وافتُتحت في لاهاي عام 2002.
أما أوكرانيا، فرغم أنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، فقد وقعت عام 2014 إعلانا يمنح المحكمة اختصاص النظر في الجرائم الجسيمة المزعومة التي تُرتكب على أراضيها منذ عام 2014 فصاعدا بغض النظر عن جنسية مرتكبيها.
وتحاكم المحكمة الجنائية الدولية، التي تضم 123 دولة في عضويتها، الأفراد المسؤولين عن أسوأ الفظائع عندما تكون دولة ما غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك.