يركز المرشحان للجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية على المناظرة التلفزيونية التي تجمعهما اليوم، وهو استحقاق لم ترتق مارين لوبن إلى مستواه قبل خمس سنوات، ويتطلب هذه المرة من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون أن يدافع عن حصاده الرئاسي.
وقالت مرشحة «التجمع الوطني» في تصريحات لقناة «TF1»، إن «الفشل هو بالنسبة لي أحيانا ضربة» لمضاعفة الجهود، مؤكدة أنها استخلصت العبر من تجربة 2017 عندما أتت إلى المناظرة المقامة بين الدورتين غير مستعدة كما ينبغي ومنهكة من جولاتها الانتخابية.
وبعد خمس سنوات، لم تبرمج لأي حدث في برنامجها الانتخابي. وفي حين قال مقربون منها إنها ستعتكف على التحضير في الغرب الفرنسي، أكدت من جهتها أنها ستبقى في منزلها لتستعد لهذه المواجهة التي لابد منها خلال السباق الانتخابي الفرنسي وباتت معتمدة منذ 1974.
قبل خمسة أيام من حلول موعد الدورة الثانية، أعربت مرشحة اليمين المتطرف التي ركزت حملتها الانتخابية على مسألة القدرة الشرائية عن «ارتياح كبير».
ونفت لوبن المزاعم بأنها والعديد من أعضاء حزبها أساؤوا استخدام مئات الآلاف من اليوروهات من أموال الاتحاد الأوروبي، وذلك في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى أقل من أسبوع على خوض الجولة الأخيرة من الانتخابات.
وقالت لوبن خلال وقفة لحملتها الانتخابية في نورماندي:«هذه الحيل القذرة من الاتحاد الأوروبي قبل أيام قليلة من جولة الإعادة، أنا معتادة جدا عليها، وإنني أعترض على هذه الاتهامات بشكل واضح».
ويتعين على إيمانويل ماكرون الدفاع عن حصاده الانتخابي في وجه هجمات غريمته التي تنتقده على «ازدراء الفرنسيين بدرجة كبيرة».
ومناظرة اليوم التي ستقام عند التاسعة مساء بالتوقيت المحلي مرتقبة جدا، لا سيما أن الرئيس المنتهية ولايته لم يشارك في أي نقاش قبل الجولة الأولى.
واتهمه «التجمع الوطني» بـ «تجنب» النقاش، لكنه يدحض الاتهام، مذكرا بأن أحدا من أسلافه لم يقم بالأمر خلال مهامه الرئاسية.
وإذا كان ماكرون يحاول عدم الإفراط في التركيز على المناظرة التلفزيونية، إلا أنه سيعد العدة لهذا الاستحقاق الذي يأخذه «على محمل الجد».
وقد حذر الكثير من مؤيديه من امتناع نسبة كبيرة من الناخبين عن التصويت الأحد بحجة أن الأمور قد حسمت. وحتى لو كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه فهو ليس بمنأى عن زلة قد تكلفه غاليا أو عن اتحاد كل مناوئيه خلف مارين لوبن.
وقد تطرق إلى هذه المسألة امس الأول في تصريحات للقناة الفرنسية الخامسة. وقال «تذكروا وضع البريطانيين قبل ساعات من التصويت على البريكست أو الأميركيين قبل انتخاب ترامب ممن اعتبروا ألا فائدة من تصويتهم. وأؤكد لكم أنهم ندموا على قرارهم في اليوم التالي». وصرح «إذا أردتم تفادي سيناريو لم يكن في التصور أو يثير نفوركم اختاروا بأنفسكم».
إلى ذلك، قال رئيس وزراء فرنسا جان كاستكس، إنه سيقدم استقالته واستقالة الحكومة خلال الأيام القادمة، وذلك في حال إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وأضاف كاستكس - في حوار خاص لقناة «فرانس انتر» الإخبارية الفرنسية، أمس، أن كل هذا يتوقف على مصير صناديق الاقتراع للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد القادم، ملمحا إلى إمكانية البقاء في منصبه حتى الانتخابات التشريعية المقررة من 12 إلى 19 يونيو المقبل في حال فوز المرشحة مارين لوبن في الانتخابات الرئاسية على النحو الذي يسمح به الدستور.
وأكد أنه من ضمن الأشخاص الذين يأملون بشدة أن تتم إعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون.