أعلن رئيس بلدية ميليتوبول في المنفى أن الجيش الأوكراني «أخرج من الخدمة» قاعدة عسكرية روسية في ميليتوبول، المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تسيطر عليها القوات الروسية، بينما اعلنت موسكو سيطرة قواتها والانفصاليين الموالين لها على منطقة «لوغانسك» شرقي اوكرانيا بعد نحو 130 يوم من الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي.
وقال ايفان فيدوروف في مقطع فيديو نشر على «تلغرام»، «أوقفت القوات العسكرية الأوكرانية تشغيل إحدى القواعد العسكرية الروسية» في المدينة.
وأضاف «في الساعة الثالثة والخامسة صباحا بالتوقيت المحلي الاوكراني، استهدفت 30 غارة القاعدة العسكرية حصريا»، موضحا ان «مدينة ميليتوبول مغطاة بالدخان»، «والأمر مستمر منذ ساعات عدة بسبب وجود مستودع وقود مشتعل في المكان».
وكان متحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية قد أعلن أن القوات الجوية الأوكرانية نفذت نحو خمس عشرة طلعة جوية، خصوصا في منطقة زابوريجيا التي تقع فيها ميليتوبول، مضيفا أنه جرى تدمير «نحو عشرين وحدة عتاد معادية ومستودعين للذخيرة».
وأشار ايفغيني باليتسكي رئيس الادارة الموالية لروسيا في المنطقة عبر «تلغرام» إلى ان المساكن الواقعة بالقرب من القاعدة تضررت، موضحا ان «قذائف سقطت على ارض المطار»، كما أكد «عدم وقوع إصابات».
ونشرت وسائل الإعلام الأوكرانية عدة مقاطع فيديو من وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عمودا ضخما من الدخان يتصاعد قرب ميليتوبول.
واحتلت القوات الروسية ميليتوبول في الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا وسرعان ما تم تنصيب إدارة موالية لروسيا هناك.
من جهة أخرى، أدى قصف براجمات صواريخ روسيا إلى سقوط «عدد كبير من القتلى والجرحى» في سلوفيانسك بشرق أوكرانيا، كما أعلن رئيس بلدية هذه المدينة التي تتعرض لهجوم من الجيش الروسي.
وقال فاديم لياخ رئيس بلدية المدينة في تسجيل مصور على فيسبوك «قصف براجمات صواريخ على سلوفيانسك هو الأعنف منذ فترة طويلة. هناك خمسة عشر حريقا والعديد من القتلى والجرحى».
بدورها، أوضحت تيتيانا إغناتشنكو الناطقة باسم منطقة دونيتسك التي تقع فيها سلوفيانسك لموقع «سوسبيلني» الأوكراني أن القصف خلف «ستة قتلى و15 جريحا».
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، اشتعلت النيران في إحدى أسواق المدينة عقب هذه الضربات الروسية.
وإلى الجنوب، تعرضت مدينة كراماتورسك، المركز الإداري لمنطقة دونباس، للقصف لليوم الثاني على التوالي بصواريخ سميرتش، وفق رئيس بلدية المدينة أولكسندر غونتشارنكو الذي أوضح أن الضربات استهدفت منطقة سكنية وفندقا غير مأهول، ولم تسفر عن إصابات.
في غضون ذلك، أعلنت روسيا أنها سيطرت على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية ومنطقة لوغانسك بأكملها، في تطور سيمثل اختراقا حاسما لقوات موسكو الساعية للسيطرة على شرق اوكرانيا.
من جهته، قال رئيس بلدية سلوفيانسك التي تبعد 75 كلم إلى الغرب من ليسيتشانسك أن ستة أشخاص على الاقل قتلوا في قصف خلال تقدم القوات الروسية.
جاء ذلك بينما أعلنت بيلاروسيا اعتراض صواريخ أطلقتها كييف فيما اتهمت موسكو أوكرانيا بإطلاق ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلغورود في هجوم أسفر عن سقوط ما لايقل عن أربعة قتلى.
وكانت ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة تخضع لسيطرة الأوكرانيين في لوغانسك في حوض دونباس بشرق أوكرانيا.
وتشكل السيطرة عليها مؤشرا الى تقدم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف.
ووردت تقارير متضاربة بشأن وضع ليسيتشانسك إذ نفت أوكرانيا صحة المعلومات الواردة من موسكو أن القوات الروسية حاصرت كل المدينة التي يفصلها نهر عن سيفيرودونيتسك المجاورة التي انتزعتها القوات الروسية الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية إن «سيرغي شويغو القائد الأعلى للقوات المسلحة أبلغ فلاديمير بوتين بتحرير جمهورية لوغانسك الشعبية».
وقبل دقائق من صدور الإعلان، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن المعارك جارية في ليسيتشانسك حيث أصبحت القوات الأوكرانية محاصرة «بالكامل».
جاء الإعلان الروسي بينما أفادت موسكو أن دفاعاتها المضادة للطائرات أسقطت ثلاثة صواريخ عنقودية من طراز «توشكا-يو» أطلقها «قوميون أوكرانيون» على بيلغورود، المدينة الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.
وذكر حاكم بيلغورود فياشيسلاف غلادكوف أن الهجوم أحدث أضرارا في 11 مبنى سكنيا و39 منزلا.
من جهته، اتهم الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو كييف بـ«استفزاز» بلاده، وقال إن جيشه اعترض صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية على بيلاروسيا قبل «نحو ثلاثة أيام».
الى ذلك، قال أوليسكي كوليبا حاكم منطقة كييف الأوكرانية إن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز زار ثلاث بلدات دمرتها الحرب في المنطقة.
وكتب كوليبا على تطبيق «تلغرام» إن ألبانيز زار بلدات بوتشا وإيربين وهوستوميل، حيث تقول أوكرانيا إن روسيا ارتكبت فظائع ضد المدنيين. وتنفي روسيا هذه المزاعم.
ونقل كوليبا عن ألبانيز قوله «أستراليا تدعم أوكرانيا وتريد تحقيق العدالة على الجرائم المرتكبة هنا».