اقتحم نحو 3 آلاف مستوطن المسجد الأقصى المبارك أمس بعد ان سمحت حكومة الاحتلال بزيادة أعداد المقتحمين بحجة إحياء ذكرى ما يسمى بـ «خراب الهيكل».
وقالت محافظة القدس في بيان إن المستوطنين اقتحموا «الأقصى» على شكل مجموعات بحماية من شرطة الاحتلال ورفع بعضهم الأعلام الإسرائيلية، فيما أدى عدد منهم ما يسمى بـ «السجود الملحمي».
وأضاف البيان ان عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير كان في مقدمة المقتحمين، مشيرا إلى ان قوات شرطة الاحتلال اعتدت على المصلين واعتقلت 4 شبان من بينهم صحافي والناشط المقدسي محمد أبوالحمص الذي تعرض للاعتداء. وتأتي انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكانت شرطة الاحتلال قد أغلقت منذ مساء امس الأول، المحاور والشوارع المؤدية للمسجد الأقصى المبارك من «روكفلر وادي الجوز» و«باب الأسباط» و«رأس العمود» و«وادي حلوة»، ومنعت الفلسطينيين من دخول «الأقصى»، فيما سمحت لمسيرات استفزازية للمستوطنين في القدس والبلدة القديمة.
واحتشد آلاف المستوطنين في ساحة البراق عشية اقتحامهم المسجد الأقصى ونظموا مسيرة استفزازية رفعوا فيها علم الاحتلال ووصلت إلى باب العامود، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين، امس، قرية «التواني» جنوب الخليل، وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور، إن عشرات المستوطنين اقتحموا القرية وسط تعزيزات عسكرية من قوات الاحتلال، وأدوا طقوسا «تلمودية» في كهف أثري بالمنطقة.
واعتقلت قــوات الاحتلال الإسرائيلـــي، عشــــرات الفلسطينيين بعد مداهمتها عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاقتحامات الجماعية الواسعة للمسجد الأقصى، وقالت إن سلطات الاحتلال تواصل توظيف مناسباتها وأعيادها لخدمة طموحاتها ومخططاتها الاستعمارية التهويدية التوسعية بما فيها تعميق وتوسيع عمليات تهويد القدس المحتلة ومقدساتها وتكريس ضمها لدولة الاحتلال.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين الإسرائيليين في خرق خطير للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس» امس ان الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تفاقمان التوتر وتدفعان بالأوضاع الى دوامة عنف مستمرة.
وشددت على مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وبذل الجهود كل لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده.
من جهته، شدد الأردن على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأردنية.
وأعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن إدانتها لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وآخرها السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد وانتهاك حرمته وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، محذرة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات، ومطالبة بوقفها فورا.
كما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة، اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشددت المنظمة في بيان على أن «الحرم القدسي الشريف» بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، داعية المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذه الاعتداءات والانتهاكات المتكررة، وإلزام قوة الاحتلال باحترام حرمة الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كذلك، دان البرلمان العربي اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته تحت حماية قوات الاحتلال، وحذر من أن تزامن هذه الاستفزازات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف يعرض الأمن والسلم في المنطقة والعالم للخطر.