كشف كتاب جديد يتناول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عن عادة سيئة كان يتبعها بالتخلص من أوراق مهمة في دورات المياه، وذلك تزامنا مع اقتحام عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» مقر إقامته في منتجع «مار ايه لاغو» بفلوريدا، وهو ما اعتبره مسؤول سابق «انقلابا سياسيا استباقيا» على الملياردير الأميركي.
وقالت مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» ماغي هابرمان في كتابها المقرر ان يصدر قريبا، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قام بإلقاء وثائق حكومية ممزقة في المرحاض.
وحصلت ماغي هابرمان على صور إلقاء الوثائق لصالح كتابها المعنون: «رجل الثقة» عن البيت الأبيض في عهد ترامب، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز».
وعلى الرغم من نفي ترامب، تظهر الصور قصاصات من الورق في مرحاضين بخط يده المميز عليها.
وقالت هابرمان لموقع «أكسيـــوس» الإخبــاري الإلكتروني: «كان بعض مساعدي (ترامب) على دراية بهذه العادة، التي انخرط فيها مرارا».
ووفقا للكتاب، فإن إحدى الصور لمرحاض في البيت الأبيض في حين أن أخرى من رحلة خارجية. وكان موظفو البيت الأبيض يكتشفون بانتظام أكواما من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترامب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.
ومما يعزز رواية مراسلة «نيويورك تايمز» ما قالته المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض سابقا ستيفاني غريشام، بأن ترامب، لم يتعامل مع الوثائق السرية بشكل صحيح ولم يتم الضغط على موظفيه للتعامل مع هكذا وثائق بشكل صحيح، بحسب ما قالته في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية.
وقالت غريشام إن «لقد شاهدته يفعل ذلك. جلست في طائرة معه، وشاهدته وهو يتحقق من وثائق، يرمي بعضا منها ويمزق بعضها ويضع أخرى في جيبه. لأنني أتذكر أنني فكرت حينها» أتساءل لماذا يضع هذه في جيبه؟ «تحديدا».
من جهته، سخر ترامب من الكتاب الجديد من خلال المتحدث باسمه تايلر بودويتش.
وبالتزامن، أعلن ترامب أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» داهموا مقر إقامته في منتجع «مار ايه لاغو»، فيما وصفه بأنه «اضطهاد سياسي».
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي تأكيد حصول عملية التفتيش أو الغاية منها، كما أن ترامب لم يعط أي إشارة عن سبب مداهمة منزله، ما يزيد من الضغوط القضائية التي يتعرض لها الرئيس السابق.
فيما أقر ابن ترامب بأنه جاء في إطار تحقيق حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية من البيت الأبيض إلى منتجعه في فلوريدا.
وقال إريك ترامب لشبكة فوكس نيوز إن التفتيش يتعلق بصناديق وثائق أحضرها ترامب معه من البيت الأبيض، وإن والده يتعاون مع السجلات الوطنية في هذا الشأن منذ شهور.
وأكــــد مصــدر مـــطلـــــع لـ «رويترز» أن المداهمة مرتبطة فيما يبدو بنقل ترامب سجلات سرية من البيت الأبيض.
واعتبر المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» بوك سيكستون، إن مداهمة مقر الرئيس السابق تبدو كأنها «انقلاب استباقي».
ونقلت وسائل إعلام أميركية عدة عن مصادر مطلعة على الملف قولها إن عملية التفتيش تمت بإذن من المحكمة وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل لترامب مع مستندات سرية تم نقلها الى منتجعه. وقال ترامب في بيان نشره على منصة التواصل الاجتماعي «تروث» التي يملكها مساء أمس الأول: «إنها أوقات عصيبة تمر بها أمتنا حيث خضع منزلي الجميل في بالم بيتش بولاية فلوريدا للحصار والمداهمة والاحتلال من قبل مجموعة كبيرة من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي».
وأظهرت صور جوية للمنتجع سيارات شرطة أمام مقر ترامب. واحتشد مناصرون لترامب أمام منزله، رافعين لافتات تحمل اسمه وأعلاما أميركية عليها صورته.
وأضاف ترامب الذي لم يكن موجودا في منزله في بالم بيتش خلال المداهمة: «إنه سوء سلوك من جانب الادعاء العام، واستخدام لنظام العدالة كسلاح، وهجوم يشنه الديموقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس منعي من الترشح للرئاسة في عام 2024» مشددا على أنه عرضة «لاضطهاد سياسي».