أعلنت حركة «طالبان» أمس يوم عطلة رسمية للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لعودتها إلى السلطة في أفغانستان، وبث التلفزيون الحكومي برامج خاصة بهذه المناسبة، وسط تراجع حاد في حقوق النساء وأزمة إنسانية عميقة.
واستحوذت طالبان على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021 بعد الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة. ورغم أن أعمال العنف انخفضت مذاك في شكل ملحوظ، إلا أن الأزمة الإنسانية في البلاد تعاظمت سريعا.
وأطلق بعض الناس أعيرة نارية احتفالية في الهواء في كابول، حيث تجمع مقاتلو طالبان ملوحين بعلم الجماعة ذي اللونين الأسود والأبيض للاحتفال بمرور عام على دخولهم العاصمة بعد سلسلة مذهلة من الانتصارات في ساحة المعركة.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان: «هذا اليوم هو يوم انتصار الحق على الباطل ويوم خلاص وحرية الشعب الأفغاني».
وبعد مرور عام، اعرب مقاتلو «طالبان» عن سرورهم لرؤية حركتهم تمارس السلطة، بينما تشعر وكالات المساعدة الإنسانية من جهتها بالقلق لرؤية نصف سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة يواجهون فقرا مدقعا.
وقال نعمة الله حكمت وهو مقاتل من طالبان دخل كابول في ذلك اليوم بعد ساعات فقط على فرار الرئيس أشرف غني من البلاد «لقد أوفينا بواجب الجهاد وحررنا بلدنا».
وأضاف نعمة الله حكمت وهو عضو في القوات الخاصة مكلف حراسة القصر الرئاسي «لدى دخولنا إلى كابول، وعندما غادر الأميركيون، كانت هناك لحظات من الفرح».
وبالنسبة لمقاتلي طالبان، فإن فرحة النصر تطغى على الأزمة الاقتصادية الحالية، ويقول أحد هؤلاء المقاتلين لفرانس برس «قد نكون فقراء، وقد تواجهنا صعوبات، لكن راية الإسلام البيضاء سترفرف عاليا إلى الأبد في أفغانستان».
ورغم الأمن النسبي الذي تشهده أفغانستان لا يمكن أن يخفي حجم التحدي الذي تواجهه طالبان في وضع البلاد على طريق النمو الاقتصادي والاستقرار. وهناك ضغوط هائلة على الاقتصاد، سببها الأكبر عزلة أفغانستان مع رفض الحكومات الأجنبية الاعتراف بحكامها.
وتم قطع المساعدات التنموية التي تعتمد عليها البلاد بشكل كبير مع مطالبة المجتمع الدولي طالبان باحترام حقوق الأفغان، وخصوصا الفتيات والنساء اللائي تم فرض قيود على حصولهن على فرص العمل والتعليم.
وتطالب طالبان بإعادة تسعة مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي الموجودة في الخارج، لكن المحادثات مع الولايات المتحدة تواجه عقبات منها مطالب واشنطن بتنحي قيادي في طالبان مشمول بعقوبات من ثاني أعلى منصب قيادي في البنك.
وترفض طالبان الانصياع لهذه المطالب، قائلة إنها تحترم حقوق جميع الأفغان.
وإلى أن يحدث تحول كبير في موقف أي من الجانبين، لا يوجد حل فوري في الأفق لمشكلات ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والجوع التي ستتفاقم مع حلول فصل الشتاء.