مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وغياب أي أفق لإيقافها، ومع تراجع حدة الأزمة الغذائية بعد استئناف صادرات الحبوب من أوكرانيا، تتصاعد المخاوف من احتمال حصول كارثة نووية خصوصا في محطة «زابوريجيا» التي تحتلها موسكو. فقد لوحت وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو ربما تستخدم ترسانتها النووية في حالتين وإنها ليست لديها مصلحة في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» والولايات المتحدة.
وأكدت الخارجية في بيان أن «استخدام السلاح النووي ممكن فقط في حالة الرد وفي الظروف الطارئة».
وفي إفادة صحافية، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية إيفان نيتشايف أن «الأسس العسكرية الروسية تتيح الاستخدام النووي فقط للاستجابة لتهديد بدمار شامل أو لدى تعرض تواجد الدولة نفسها للتهديد».
وأضاف: «هذا هو الاحتمال الذي قد يتيح استخدام السلاح النووي كجزء من استجابة لهجوم دفاعا عن النفس أو عندما يتم تهديد تواجد الدولة».
وفي السياق، حذرت روسيا من مخاطر وقوع كارثة نووية في زابوريجيا أكبر محطة نووية في أوروبا، واتهمت أوكرانيا بالتخطيط «لاستفزاز» هناك خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التي بدأها أمس.
وقال الحاكم الموالي لروسيا يفغيني باليتسكي، للتلفزيون الروسي أمس، إن الهجمات الأوكرانية تهدد بإلحاق ضرر بنظام التبريد في المفاعلات ووحدات تخزين النفايات النووية.
كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بمحاولة تدبير «حادث بسيط» في المحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا لإلقاء اللوم على موسكو، محذرة من أن الإشعاع يمكن أن ينتشر ليغطي دول البلطيق والدول الاسكندنافية وألمانيا وپولندا وسلوفاكيا في حال حصول تسرب من محطة الطاقة النووية في زابوريجيا.
وقال رئيس قوات الحماية من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، إيغور كيريلوف، «إن المواد المشعة يمكن أن تغطي دول البلطيق والدول الاسكندنافية إذا ما انطلق ربع مكونات مفاعل واحد فقط من المفاعلات الستة الموجودة في محطة الطاقة النووية في زابوروجيا»، وعرض خريطة بالتوزيع المتوقع للمواد المشعة في حال إطلاقها من منطقة محطة الطاقة النووية، التي يقصفها الجانب الأوكراني بانتظام الآن.
وقال بهذا الشأن: «إن القوات المسلحة الأوكرانية تخطط لشن ضربات بالمدفعية على أراضي محطة زابوروجيا من مواقع إطلاق النار الموجودة في مدينة «نيكوبول» لإلقاء اللوم في ذلك على عاتق القوات الروسية»، مشيرا إلى احتمال أن تتزامن هذه الضربات المتوقعة مع زيارة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى أوكرانيا.
و لمحت وزارة الدفاع الروسية إلى أن المحطة قد تغلق إذا واصلت القوات الأوكرانية قصفها على حد قولها. وقال كيريلوف قائد القوات الروسية للحماية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية إن أنظمة الدعم الاحتياطية للمحطة تضررت نتيجة القصف.
من جانبها، تتهم أوكرانيا روسيا باستغلال المحطة كدرع لقواتها، التي تهاجم المدن الأوكرانية من مواقعها حول المحطة.
و قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد محادثاته مع غوتيريش إن الأمم المتحدة يجب أن تضمن أمن محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية.
وكتب على تطبيق تيليغرام «أولينا اهتماما خاصا لموضوع الابتزاز النووي الروسي في زابوريجيا. يمكن أن يكون لهذا الإرهاب المتعمد من جانب المعتدي عواقب كارثية على العالم بأسره».
وقال زيلينسكي: «لذلك، يجب على الأمم المتحدة ضمان أمن هذا الهدف الاستراتيجي، وتحريره بالكامل من القوات الروسية». وعقد زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان وغوتيريش قمة ثلاثية في لفيف بأوكرانيا.
وعبرت الأمم المتحدة وتركيا عن أملهما في أن تدفع القمة الجهود نحو التوصل لحل سياسي في أوكرانيا.
ومن بين الموضوعات التي نوقشت خلال القمة، الترتيبات المتعلقة بتصدير الحبوب من أوكرانيا وعرض لإرسال فريق دولي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.