حذرت الشرطة الإيرانية أمس من أن وحداتها ستواجه «بكل قوتها» المتظاهرين المحتجين على وفاة شابة كانت موقوفة لدى «شرطة الأخلاق»، وسط سقوط عشرات القتلى. وقالت قيادة الشرطة في بيان أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية امس أن عناصرها «سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادين، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد».
وأعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور «فرض قيود على بعض المنصات خصوصا الأميركية» التي «أدت دورا تنظيميا لأعمال الشغب». جاء ذلك بعدما تجددت التظاهرات احتجاجا على وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاما خلال احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.
وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن ايرانية مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو للاحتجاجات.
وقال نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي.
وأفادت منظمة «حقوق الإنسان في إيران» غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل «76 شخصا على الأقل». وتنفي السلطات أي مسؤولية لها عن وفاة الشابة مهسا أميني، لكن عائلتها تقول العكس، حيث قدمت شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة «إسنا» للأنباء عن محامي العائلة.
وقال المحامي امس «تقدمت عائلة مهسا أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها و(عناصر الشرطة) الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق».
وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة امس الأول، فائزة هاشمي ابنة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني بتهمة «التحريض على الاحتجاج».
من جهة اخرى، شنت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق، حيث تتمركز تنظيمات معارضة كردية تندد باستمرار بقمع التظاهرات. وأدى القصف إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين بينهم مدنيون وفق السلطات الكردية ـ العراقية.
وقال الحرس الثوري إنه قصف بصواريخ وطائرات مسيرة أهدافا عسكرية بالقرب من أربيل والسليمانية في الإقليم في كردستان العراق.
وأدانت الخارجية العراقية الهجمات، وقال المتحدث باسمها انه تم استدعاء السفير الإيراني وإبلاغه باعتراض بغداد على الهجمات على أراضيه وانه يعتبر هذه الخطوة انتهاكا للسيادة. ووفق السلطات في بغداد فإن الهجوم نفذته «عشرون طائرة مسيرة تحمل مواد متفجرة» وطال أربع مناطق في إقليم كردستان.
من جهتها نددت واشنطن بهجمات ايران التي هددت بشن هجمات أخرى على العراق.