أعلنت أوكرانيا أمس أن جيشها استعاد أكثر من 400 كيلومتر مربع في جنوب منطقة خيرسون في أقل من أسبوع، بعدما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا قرار ضمها الى جانب زابوريجيا ولوغانسك ودونيتسك إلى الاتحاد الروسي.
وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية الجنوبية ناتاليا غومنيوك، في بيان على الانترنت، «حررت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 400 كيلومتر مربع من منطقة خيرسون منذ مطلع أكتوبر».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن مساء أمس الأول السيطرة على ثلاث قرى جديدة في هذه المنطقة هي نوفوفوسكريسنسكي ونوفوغريغوريفكا وبتروبافليفكا.
من جهته، أكد الجيش الروسي في تقريره اليومي أنه «تم إبعاد العدو عن خط دفاع القوات الروسية» في المنطقة نفسها.
وأضاف أن القوات الأوكرانية نشرت أربع كتائب تكتيكية على هذه الجبهة، أي مئات الرجال و«حاولت عدة مرات اختراق الدفاعات الروسية» قرب دودتشاني وسوخانوفي وسادوك وبروسكينسكوي.
وبعدما استعاد القسم الأكبر من منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، يشن الجيش الأوكراني هجوما في الشرق حيث أطلق عملية تحرير لوغانسك بعد تحريره مدينة ليمان الاستراتيجية، وفي الجنوب حيث يهدف الى السيطرة على مدينة خيرسون.
في سياق متصل، نفى «الكرملين» أمس تقارير عن فرار 700 ألف روسي من البلاد منذ أن أعلن بوتين الشهر الماضي عن حملة لتعبئة 300 الف عسكري احتياطي.
وفي إفادة للصحافيين، قال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف إنه ليس لديه أرقام دقيقة لعدد الأشخاص الذين غادروا البلاد منذ إعلان «التعبئة الجزئية» في 21 سبتمبر، لكنه اعتبر عندما سئل عن هذه التقارير أنه لا يجب «أخذ هذه الأرقام بجدية».
ومضى قائلا «ليس لدي أرقام دقيقة لكنها (الأرقام الدقيقة) بعيدة بطبيعة الحال عما يزعم.
وفر عشرات الآلاف من الروس، معظمهم في سن التجنيد، من البلاد في محاولة للإفلات من استدعائهم للخدمة في أوكرانيا.
وأعلنت كازاخستان وجورجيا ومنغوليا، وهي دول لها حدود برية مع روسيا، عن قفزة في عدد المسافرين من نقاط العبور بعد قرار بوتين.
وأثبتت حملة التعبئة التي قررها بوتين أنها إحدى أكثر الخطوات التي لم تحظ بشعبية منذ بدء الصراع. وكانت التعبئة قد تسببت في احتجاجات في مدن ومناطق في أنحاء روسيا.
من جهة أخرى، وبعد تهديدات من كبار المسؤولين الروس يتقدمهم بوتين نفسه، بالدفاع عن المناطق المحتلة بشتى الوسائل دون استبعاد الاسلحة النووية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لاتزال «ملتزمة تماما» بمبدأ عدم السماح أبدا بقيام حرب نووية.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية أن موقف موسكو، وهو عدم خوض حرب نووية أبدا، لم يتغير. إلى ذلك، عقد قادة 44 دولة في براغ أمس اجتماعا هو الأول في إطار «المجموعة السياسية الأوروبية»، في صيغة غير مسبوقة تشكل أيضا رمزا قويا بعد سبعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتهدف «الصورة العائلية» التي التقطها الزعماء في قلعة براغ المهيبة التي تشرف على البلدة القديمة إلى إحياء الروح المعنوية بينما يلوح بوتين مجددا باستخدام السلاح النووي وتواجه القارة أزمة غير مسبوقة للطاقة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أطلق فكرة التجمع في مايو الماضي إنه «يشكل رسالة عن وحدة أوروبا»، وأضاف أن «المجموعة السياسية الأوروبية» أكبر بكثير من الاتحاد الأوروبي حيث دعيت 17 دولة بالإضافة إلى البلدان الـ 27 الأعضاء في التكتل.
ورحب المستشار الألماني أولاف شولتس بـ «ابتكار عظيم»، واعتبره بدوره جيدا لـ «السلام» و«الأمن»، و«التنمية الاقتصادية».
وعلى هامش اجتماع المجموعة الجديدة، قال السياسي الاشتراكي الديموقراطي، أمس أن الاتحاد الأوروبي يمكنه أيضا من خلال هذه المجموعة تحسين العلاقات مع جيرانه الذين يوجد من بينهم عدد كبير يرغب في الحصول على عضوية التكتل.
وفي إشارة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، أكد شولتس «من الواضح جدا أن جميع المجتمعين هنا يدركون أن هذا الهجوم الروسي على أوكرانيا هو انتهاك صارخ لنظام السلم والأمن الذي كان لدينا في أوروبا في العقود الأخيرة».
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو لدى وصوله إن «القارة الأوروبية بأكملها تجتمع هنا باستثناء دولتين: روسيا وبيلاروسيا. وهذا يوضح مدى انعزال هذين البلدين».
وتثير هذه الصيغة الجديدة أسئلة عديدة حول دورها وخصوصا استدامتها.
فوراء هذا التجمع، خلافات كامنة وبلدان تتبع مسارات مختلفة جذريا حيال الاتحاد الأوروبي، من النرويج إلى أوكرانيا وسويسرا وتركيا وبريطانيا ومولدافيا وصربيا وأذربيجان.