استأنفت روسيا أمس مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تعليقها في مطلع الأسبوع في خطوة هددت بتفاقم الجوع على مستوى العالم أصر تلقيها «ضمانات خطية» من أوكرانيا بشأن جعل الممر المستخدم لنقلها منزوع السلاح.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تلقت ضمانات مكتوبة من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب بالبحر الأسود في العمليات العسكرية ضد روسيا.
وجاء في بيان الوزارة «الاتحاد الروسي يرى أن الضمانات التي تلقاها في الوقت الحالي كافية على ما يبدو لاستئناف تنفيذ الاتفاق».
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بأن الاتفاق الذي أبرم في 22 يوليو بوساطة تركيا والأمم المتحدة استؤنف امس.
وأضاف أردوغان: «نقل الحبوب سيستمر حسب المتفق اعتبارا من ظهر أمس». وذكر الرئيس التركي أنه سيتم إعطاء أولوية للدول الفقيرة في أفريقيا، فيما يتعلق بشحنات الحبوب الجديدة من أوكرانيا.
وقال أردوغان لأعضاء حزبه في البرلمان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد اقترح إعطاء أولوية لدول، مثل الصومال وجيبوتي والسودان، مضيفا أنه يوافق على الفكرة.
وأضاف الزعيم التركي أن الجهود الديبلوماسية لأنقرة ساعدت في إقناع موسكو بالعودة إلى الاتفاق.
وقالت مصادر معنية بصادرات الحبوب لـ «رويترز» إن السفن واصلت نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر على الرغم من التعليق، لكن ليس من المرجح أن يستمر ذلك لفترة طويلة لأن شركات التأمين لم تصدر عقودا جديدة بسبب قرار روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إنه ينبغي على العالم الرد بحزم على أي محاولات روسية لتعطيل ممر تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وفي كلمة عبر الفيديو في وقت متأخر مساء امس الأول، قال زيلينسكي إن السفن لاتزال تنطلق من الموانئ الأوكرانية محملة بالشحنات بفضل جهود تركيا والولايات المتحدة. وأضاف: «لكن هناك حاجة إلى دفاع قوي وطويل الأمد عن ممر الحبوب».
وتابع: «يجب أن تدرك روسيا بوضوح أنها ستواجه ردا عالميا قاسيا حال اتخاذ أي خطوات لتعطيل صادراتنا الغذائية.. من الواضح أن الأمر هنا يمس حياة عشرات الملايين».
ميدانيا، نفذت القوات الروسية أكثر من 90 هجوما عبر راجمات صواريخ، على البنية التحتية في عدد من المدن والبلدات الأوكرانية من بينها «كراماتورسك وميكولايف وزابوريجيا ودونيتسك».
فيما نفذ سلاح الجو للجيش الأوكراني نحو 33 غارة استهدفت 26 موقعا للأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، و7 مواقع لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات امس.
كما أسقط مروحية وطائرتين بدون طيار من طراز «Orlan-10» و6 طائرات مسيرة من طراز «Shahed-136» وطائرتين بدون طيار من طراز «Kub».
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية امس إن «الأولوية القصوى» هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها «عواقب كارثية».
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحافي «نحن على قناعة راسخة بأنه في ظل الوضع الحالي الصعب والمضطرب - نتيجة لأعمال غير مسؤولة ووقحة تهدف إلى تقويض أمننا القومي - فإن الأولوية القصوى هي منع أي صدام عسكري بين القوى النووية».
ودعت موسكو القوى النووية الأخرى إلى «التخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية للآخرين».