أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية الجمعة أن عدة سفارات أوكرانية في الخارج تلقت «طرودا دموية» تحتوي على عيون حيوانات، بعد إرسال سلسلة من الطرود المفخخة لمقار في إسبانيا من بينها سفارة أوكرانيا في مدريد.
وكتب المتحدث باسم الوزارة أوليغ نيكولينكو على فيسبوك أن طرودا تحتوي على سائل ذي لون ورائحة مميزة أرسلت لسفارات كييڤ في المجر وهولندا وپولندا وكرواتيا وإيطاليا، وإلى القنصليات في نابولي وكراكوف وبرنو.
جدير بالذكر أنه كان قد تم العثور على العديد من الرسائل المفخخة في إسبانيا، والتي تم إرسالها إلى مكتب رئيس الوزراء الإسباني والسفارة الأوكرانية وشركة الأسلحة التي تزود أوكرانيا بالمعدات العسكرية.
وفي السياق، أعلنت الشرطة التشيكية إخلاء القنصلية الأوكرانية في مدينة برنو بسبب «طرد مشبوه» تم تسليمه إلى القنصلية.
وقال المتحدث باسم الشرطة ديڤيد تشالوبكا - حسبما ذكر راديو براغ الدولي - إن الطرد الذي تم إرساله إلى قنصلية برنو تم تصويره بالأشعة السينية، وتبين أنه يحتوي على أنسجة عضوية، وسيتم إخضاعها للتحليل المعملي.
وطالب تشالوبكا جميع موظفي القنصلية الأوكرانية في جمهورية التشيك، وكذلك أولئك الذين يعملون في الشركات التي تنتج أسلحة بالتصرف بأقصى قدر من الحذر عند فحص البريد، والاتصال بالشرطة على الفور إذا كان لديهم أي شكوك.
إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة للمستشار الألماني أولاف شولتس إن الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا «ضرورية ولا مفر منها» منددا بالسياسات الغربية «المدمرة» الداعمة لكييڤ.
وأفاد الكرملين في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وشولتس هي الأولى منذ سبتمبر «تمت الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير باتت ضرورية ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييڤ الاستفزازية».
من جهته، طلب المستشار الألماني من الرئيس الروسي سحب قواته من أوكرانيا من أجل التوصل إلى «حل ديبلوماسي» للحرب في هذا البلد، على ما أفادت برلين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشترايت في بيان إنه خلال المكالمة التي استمرت ساعة «حض المستشار الرئيس الروسي على التوصل بأسرع ما يمكن إلى حل ديبلوماسي يتضمن انسحاب القوات الروسية».
وندد شولتس خلال المكالمة مع بوتين «بالهجمات الجوية الروسية على البنى التحتية المدنية في أوكرانيا وأكد تصميم ألمانيا على مساعدة أوكرانيا لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بوجه العدوان الروسي».
كما تطرق الزعيمان إلى «الوضع الغذائي العالمي الذي يشهد توترا كبيرا بسبب حرب العدوان الروسية»، واتفقا على «البقاء على اتصال».
وختم البيان أنهما «أشارا إلى الدور المهم للاتفاق حول الحبوب الذي تم تمديد العمل به مؤخرا برعاية الأمم المتحدة».
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إنهما سيحاسبان روسيا على أفعالها في أوكرانيا فيما توصل الاتحاد الأوروبي مبدئيا لاتفاق لفرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي لتقليل إيرادات موسكو من الصادرات.
وقال بايدن أيضا إنه على استعداد للتحدث مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب، لكن لا يوجد أي مؤشر على حدوث ذلك.
وفي بيان مشترك قال بايدن وماكرون، إنهما ملتزمان بمحاسبة روسيا على «الفظائع وجرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع، التي ارتكبها كل من القوات المسلحة النظامية ووكلائها» في أوكرانيا.
وأبلغ بايدن الصحافيين أنه مستعد للتحدث مع الرئيس الروسي «إذا كان هناك في الواقع اهتمام من جانبه بالبحث عن سبيل لإنهاء الحرب»، مضيفا ان بوتين «لم يظهر ذلك بعد».
وقال ماكرون إنه سيواصل التحدث مع بوتين: «لمحاولة منع التصعيد وتحقيق بعض النتائج الملموسة» مثل سلامة المحطات النووية.
وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في حديث مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية بأن الوكالة تأمل في التوصل إلى اتفاق مع روسيا وأوكرانيا لإنشاء منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا النووية بحلول نهاية العام.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع ڤيديو، إن الأول من ديسمبر هو ذكرى الاستفتاء الذي أجري قبل 31 عاما عندما صوتت أوكرانيا، التي كانت آنذاك لاتزال جزءا من الاتحاد السوفيتي، بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال. وأضاف زيلينسكي: «رغبتنا في العيش بحرية.. لن تنكسر. لن يكون الأوكرانيون مرة أخرى حجرا صغيرا في إمبراطورية ما».
ميدانيا، كثفت روسيا حملتها لقطع إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة في المدن الأوكرانية. وتقول أوكرانيا والغرب إن هذه الاستراتيجية تهدف عمدا إلى إيذاء المدنيين، وهي جريمة حرب، فيما تنفي موسكو ذلك.
وحث رئيس بلدية كييڤ فيتالي كليتشكو السكان على تخزين الماء والطعام والملابس الثقيلة تحسبا للانقطاع التام للتيار الكهربائي.