انعقد اجتماع الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وقد التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
ورأس الاجتماع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمشاركة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وقادة وممثلي قادة دول المجلس.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان كلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية "واس" قال فيها: يطيب لنا أن نرحب بكم جميعا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا لمواصلة مسيرة الخير والتعاون وتعزيز العمل الخليجي المشترك بتحقيق النماء والرفاه، نود في البداية أن نستذكر ما قام به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، من أعمال جليلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والجهود الخيرة في تعزيز مسيرة عمل المجلس. ونسأل المولى عز وجل له الرحمة والمغفرة، ولصاحب السمو الأخ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة التوفيق والسداد.
وهنأ الأمير محمد بن سلمان، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بمناسبة النجاح المتميز في استضافة بطولة كأس العالم 2022.
وأضاف في كلمته، أقر مجلسكم الموقر في دورته السادسة والثلاثين في عام 2015م رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك. وقد أسهمت الرؤية في تعزيز الدور الاستراتيجي لمجلس التعاون إقليميا وعالميا، وتسريع وتيرة مسيرة المجلس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والسياسية، بما في ذلك تعيين القيادات العسكرية للقيادة العسكرية الموحدة وتفعيل دور الشرطة الخليجية.
وتابع، في ضوء التطورات المهمة خلال السنوات السبع الماضية التي نتجت عن تنفيذ الرؤى التنموية الطموحة التي تتبناها دول مجلس التعاون وخطط التحول الاقتصادي، فإن المملكة تعتزم تقديم مرحلة ثانية من رؤية خادم الحرمين الشريفين، بما يعكس تلك التطورات ويأخذ بعين الاعتبار المستجدات الجيوسياسية التي تأثرت بها المنطقة، فضلا عن الدروس المستفادة من التجارب في مواجهة جائحة كورونا، والدور المتنامي لدول مجلس التعاون في القضايا الإقليمية والدولية، والنمو الاقتصادي المتسارع والتنمية الاجتماعية والثقافية التي تمر بها دولنا، وما يتطلب كل ذلك من تطور مستمر للقدرات الاستراتيجية لمنظومة مجلس التعاون في جميع المجالات. نحن على ثقة أن التعاون الوثيق بين دولنا سيؤدي إلى سرعة تحقيق الأهداف المنشودة.
وأضاف، تؤكد دولنا ضرورة وجود حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعن الازمة اليمنية، قال: تؤكد المملكة دعمها الكامل للجهود الأممية الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية تماشيا مع مبادرة المملكة لإنهاء هذه الأزمة وفق المرجعيات الثلاث. كما تؤكد المملكة ضرورة التزام إيران بالمبادئ والمواثيق الدولية والوفاء بالتزاماتها النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحافظة على مبدأ حسن الجوار.
واستطرد، تؤمن المملكة بأن مصادر الطاقة الهيدروكربونية ستظل موردا مهما لتلبية حاجات العالم للعقود القادمة، وإدراكا منا لأهمية التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وانطلاقا من مسؤوليتنا تجاه العالم وللأجيال القادمة، فإننا نواصل العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي والسعي الجاد للحد من آثاره ومعالجتها. وفي هذا المجال، قامت المملكة باتخاذ العديد من الإجراءات، حيث أطلقت مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، والعديد من المبادرات الهادفة إلى تنمية مصادر الطاقة المستدامة. وستظل دول المجلس - بإذن الله - مصدرا آمنا وموثوقا به لتزويد العالم بما يحتاجه من الطاقة.
واختتم الأمير محمد بن سلمان كلمته بالتهنئة الى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد على تولي سلطنة عمان رئاسة الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى، متمنيا لجلالته التوفيق والسداد، مؤكدا دعم المملكة المستمر لرئاسته ولمجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة ودعم كل ما من شأنه ترسيخ العمل الخليجي المشترك.
من جهته، ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، كلمة في القمة أعرب خلالها عن بالغ اعتزازه وتقديره للجهود الكبيرة والمباركة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، في توحيد الرؤى والمواقف، وفي تعزيز العلاقات وتنمية الشراكات لمواجهة كافة المخاطر والتحديات، وبمد يد التعاون للدول الحليفة والصديقة، لحفظ مصالح دول المنطقة وشعوبها واستدامة نمائها ورخائها.
وقال بحسب وكالة الانباء البحرينية «بنا»، من دون شك، فإن هذه القمم الثلاث تنعقد في ظل ظروف سياسية معقدة تتطلب تكثيف جهودنا المشتركة لتجنيب المنطقة تداعيات الصراعات والأزمات الاقليمية والدولية، بآثارها الاقتصادية والاجتماعية، التي تهدد منجزاتنا وتؤخر من سيرنا نحو المزيد من المكتسبات.
وأضاف، لقد أثبتت كافة المواقف والظروف أن وحدة الصف لدول مجلس التعاون الخليجي والتنسيق المشترك والمتواصل، هو صمام الأمان وركيزة الاستقرار، وسنتمكن من خلال ذلك، وبحول الله، من تحقيق ما نطمح له جميعا للارتقاء بمسيرة البناء والتنمية لدولنا كافة.
وأكد على أهمية الالتزام بتنفيذ كافة قرارات المجلس الأعلى وبيان قمة العلا، وبمواصلة تنسيق مواقف دول المجلس في كافة المحافل الدولية لنقل رسالتها التي تهدف للسلام العادل والشامل، ومواصلة مساعيها المخلصة لإرساء وحفظ الأمن الدولي على أسس الاحترام المتبادل.
وفي ختام كلمته، توجه بالشكر الجزيل للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج ود.نايف الحجرف، ولجميع منتسبيها، لجهودهم الحثيثة في التحضير لأعمال هذه القمة الهامة.