واصلت فرق الانقاذ الباكستانية انتشال الجثث من تحت الأنقاض امس بعد هجوم استهدف مسجدا داخل مقر شرطة بيشاور بشمال غرب باكستان مع ارتفاع حصيلة الضحايا الى اكثر من 100 قتيل و150 جريحا، بحسب تصريحات لمسؤولين.
وقال أياز خان، المسؤول بالشرطة المحلية، إن غالبية الضحايا من أفراد الشرطة ورجال دين. ومع إقامة صلاة الجنازة على الضحايا، تم فتح تحقيق بشأن كيفية اختراق البنية التحتية الأمنية متعددة الطبقات في الموقع.
وملأت حشود مذعورة المستشفيات في بيشاور بباكستان امس للبحث عن الأقارب بعد يوم من التفجير، وصرخت عجوز تسير بجانب سيارة إسعاف تحمل نعوشا «ولدي، ابني»، بينما كان رجال الإنقاذ ينقلون الجرحى إلى وحدة الطوارئ بالمستشفى.
وقال المسؤول الحكومي المحلي البارز رياض محسود لـ «رويترز» إن عدد القتلى من المرجح أن يرتفع مع استمرار التفتيش بين الحطام، وأظهرت لقطات مصورة حية أشخاصا يهرعون إلى المستشفيات للتعرف على القتلى ورعاية الجرحى.
بدوره، قال مدير شرطة بيشاور محمد حجاز خان لوكالة «فرانس برس» إن الحصيلة ارتفعت بعد «وفاة جرحى متأثرين بإصابتهم».
وقال بلال أحمد فايزي المتحدث باسم الطوارئ لوكالة «فرانس برس»: «ازلنا القسم الأخير من السقف المنهار لنتمكن من انتشال المزيد من الجثث لكننا متشائمون بشأن فرص العثور على ناجين آخرين».
وعثر خلال ليل امس على تسع جثث تحت أنقاض المسجد الذي انهار سقفه وأحد جدرانه جراء عصف الانفجار.
وفي أحد المستشفيات، قال الشرطي وجاهات علي (23 عاما) لوكالة «فرانس برس» امس «علقت تحت الانقاض وفوقي جثة رجل لمدة سبع ساعات. فقدت كل أمل في النجاة».
وقال مسؤول في الشرطة لوكالة «فرانس برس» إن عشرين شرطيا على الاقل دفنوا مساء امس الاول في مراسم مع حرس الشرف ولفت نعوشهم بالعلم الباكستاني.
وأعلن الوزير الأول المؤقت في ولاية خيبر بختونخوا الباكستانية محمد عزام خان امس الحداد في الولاية على ضحايا الانفجار، فيما لاتزال عمليات الانقاذ جارية، حيث تتم إزالة أنقاض المسجد.
هذا وتواصلت الادانات الدولية للهجوم الارهابي الانتحاري، حيث أعربت سلطنة عمان عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة وشعب باكستان ولذوي الضحايا في التفجير، وعن التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكدت وزارة الخارجية العمانية، في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية، موقف السلطنة الثابت في إدانة العنف والإرهاب بكل أشكاله.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان صحافي، عن خالص تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا ولحكومة باكستان، متمنين الشفاء العاجل والكامل للمصابين.
وشددوا على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم للعدالة. كما حثوا جميع الدول على التعاون النشط مع الحكومة الباكستانية وجميع السلطات المعنية الأخرى في هذا الصدد.
بدورها، أعربت الصين عن صدمتها وإدانتها القوية للهجوم، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ امس في مؤتمر صحافي «نعبر عن عميق تعازينا في الخسائر في الأرواح جراء الهجوم، ونقدم تعازينا للمصابين والأسر الثكلى».
وأضافت المتحدثة أن الصين تعارض بشدة أي شكل من أشكال الإرهاب، وتؤيد بقوة الجهود التي تبذلها باكستان في محاربة الإرهاب، والدفاع عن الاستقرار الوطني، وحماية أرواح المواطنين.
كما أدان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي امس الهجوم الإرهابي وكتب في تغريدة على حسابه الرسمي أن «الإرهاب بكل أشكاله بغيض»، وأضاف «أفكاري مع عائلات أولئك الذين قتلوا بشكل مأساوي في بيشاور، المملكة المتحدة تقف إلى جانب باكستان ضد هذا العمل المروع من أعمال العنف».