عاد التوتر المتواصل منذ الاعتداء الاسرائيلي على أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة، بين تل أبيب وانقرة الى السطح أمس مع تجديد تركيا مطالبتها باعتذار اسرائيلي علني ورفض الحكومة الاسرائيلية تقديم ذلك الاعتذار.
فقد جدد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس التأكيد على أن إسرائيل «لن تعتذر أبدا» عن الهجوم على سفينة «مرمرة» التركية ضمن اسطول الحرية وأدى الى مقتل تسعة اتراك.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «اسرائيل لن تعتذر أبدا عن دفاعها عن سكانها. ان جنودنا الشبان لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم حين تكون حياتهم في مواجهة خطر من عصابة سوقيين كانوا يحاولون ضربهم حتى الموت».
واضاف «لدينا الحق في منع نقل اسلحة من ايران الى غزة».
وتابع «بالطبع نأسف للخسائر في الارواح البشرية، ولكن ليست اسرائيل هي التي تسببت في أعمال العنف».
المسؤول الاسرائيلي كان يرد بذلك على وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي هدد كما نقلت عنه الصحافة التركية أمس بأن بلاده ستقطع علاقاتها مع اسرائيل اذا لم تقدم اعتذارا عن الهجوم، وأكد كذلك أن المجال الجوي التركي بات مغلقا امام الرحلات العسكرية الاسرائيلية.
من جهته رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية انه «عندما تطالب باعتذار لا تعمد الى تهديدات او مهل نهائية».
وأضاف «كل شيء يدعونا للاعتقاد ان تركيا ترمي الى هدف آخر في هذه القضية»، من دون اعطاء تفاصيل اخرى.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل على استعداد لان تدفع لعائلات الضحايا الاتراك الذين قضوا في الهجوم الاسرائيلي، اجاب نتنياهو في تصريحات سابقة «لم نبحث في هذا الامر»، في اشارة الى اللقاء الذي جرى في بروكسل الاربعاء الماضي بين وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر وداود اوغلو، في اول لقاء بين البلدين منذ اندلاع الازمة.
وخلافا لمواقف تركية سابقة أصرت على تشكيل لجنة تحقيق دولي حول الاعتداء رافضة الاعتراف بلجنة «تيركل» التي شكلتها اسرائيل من طرف واحد، لم يرفض داود أوغلو لجنة التحقيق هذه.
وقال «اذا خلصت هذه اللجنة الى ان الغارة كانت ظالمة واذا اعتذروا فسيكون هذا كافيا»، مؤكدا ان تركيا تصر كذلك على قيام اسرائيل بدفع تعويضات.
وقال أوغلو في مقابلة مع صحيفة «حريت»: «أمام إسرائيل 3 خيارات إما الاعتذار أو القبول بتحقيق دولي حيادي ونتائجه وإلا فسنقطع علاقاتنا الديبلوماسية».
وعلق أوغلو على تصريحات نتنياهو الرافضة للاعتذار قائلا «عندها لن تصلح العلاقات أبدا».
وتابع «إنهم مدركون لطلباتنا إن لم يشاءوا الاعتذار عليهم إذن القبول بتحقيق دولي»، مشيرا إلى أن تركيا لن تنتظر القرار الإسرائيلي إلى ما لا نهاية.
وأعلن أوغلو أن تركيا وضعت خريطة طريق تشمل إجراءات ستتخذها ضد إسرائيل في حال لم تلب المطالب التركية وقال «إن المجال الجوي التركي مغلق بالكامل أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية» وأوضح أن أنقرة بانتظار إنشاء لجنة تقصي حقائق مدعومة من الأمم المتحدة و«سنضع خارطة طريقنا استنادا إلى هذا التطور» وتابع «نريد أيضا أن نمنح فرصة للدول التي تريد إصلاح العلاقات بين تركيا وإسرائيل» في إشارة منه إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم.
في سياق آخر، أكدت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» ان اللقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك هو «لقاء أمني تآمري خطير».
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في تصريح صحافي «ان اللقاء.. خطير يأتي تلبية للأجندة الأميركية والأوامر الصهيونية ورفع وتيرة التعاون الأمني مع العدو لتصفية المقاومة وحماية الاحتلال».
بموازاة اللقاء، كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس انها علمت انه سيتم بناء ما لا يقل عن 2700 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية بمجرد انتهاء التجميد المؤقت الحالي لمدة 10 اشهر في شهر سبتمبر المقبل.
وأشارت الصحيفة ـ في تقرير بثه موقعها على شبكة الانترنت ـ الى ان المجالس الإقليمية في جميع أنحاء الضفة الغربية تعد حاليا لمواصلة البناء في المستوطنات قبل 27 سبتمبر عندما ينتهي الموعد المقرر للبناء الحالي.