جرى أكبر تبادل للجواسيس منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا امس عندما وصل 10 جواسيس روس رحلوا من الولايات المتحدة بموجب صفقة تبادل مع روسيا إلى مطار «دوموديدوفو» الدولي في موسكو. وذكرت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أن الجواسيس العشرة وصلوا على متن طائرة تابعة إلى وزارة الطوارئ الروسية.
وكان المتهمون العشرة بالتجسس قد أقروا بذنبهم أمام محكمة أميركية وقالوا إنهم عملاء لحكومة أجنبية وقد تم ترحيلهم من الولايات المتحدة في صفقة تبادل مع روسيا أخلي بموجبها سبيل 4 جواسيس أميركيين عفا عنهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف.
وفي التفاصيل، أعلنت محطة التلفزيون المحلية في نيويورك «ان واي1» إبعاد 10 عملاء كانوا يعملون منذ سنوات لحساب جهاز الاستخبارات الروسي من الولايات المتحدة، ما ينهي قضية تشبه فصولها حقبة الحرب الباردة، في صفقة تبادل مع أربعة جواسيس لدى روسيا.
وكان أحد محامي العملاء ريتشارد بوم قد أعلن سابقا للصحافيين مساء أمس الاول أن «كل الذين أقروا بذنبهم سيستقلون حافلة تقلهم الى احد مطارات نيويورك للتوجه الى موسكو»، وذلك قبيل اعلان محطة التلفزيون المحلية النيويوركية عن إبعادهم.
وأعطت موسكو موافقتها على الإفراج عن أربعة اشخاص معتقلين «للاشتباه في قيامهم بالاتصال بأجهزة استخبارات غربية» مقابل الافراج عن الجواسيس العشرة المعتقلين في الولايات المتحدة منذ 27 يونيو كما أعلنت وزارة العدل الأميركية.
وبعد الإعلان الأميركي قالت ناطقة باسم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، كما نقلت عنها وكالات الانباء الروسية، إن الرئيس الروسي أصدر عفوا عن المعتقلين الاربعة الروس بينهم خبير الاسلحة ايغور سوتياغين والكسندر زابوروجسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبال.
وكان هؤلاء الاشخاص وجهوا طلب عفو للرئيس أقروا فيه بذنبهم، كما أضاف المصدر نفسه. وأكد مسؤول أميركي كبير من جهته - رافضا الكشف عن اسمه - أن الاشخاص الاربعة «لم يكن لديهم خيارات أخرى» غير توقيع اعترافات من أجل ان يتم الافراج عنهم.
وأعلنت واشنطن أن صفقة التبادل تمت لأسباب «تتعلق بالامن القومي» ولأسباب انسانية، مؤكدة أن احتجاز العملاء العشرة الذين يعملون لحساب روسيا لم يعد ينطوي على مصلحة استراتيجية.
ولفتت الخارجية الأميركية الى أنه بين الجواسيس الاربعة الذين ستفرج عنهم موسكو هم «في وضع صحي سيئ».
وانفراج هذه الأزمة يتيح تسوية قضية كانت تعرقل استئناف العلاقات الأميركية الروسية التي تشكل أولوية بالنسبة لمدفيديف والرئيس الأميركي باراك اوباما. وقال مصدر مطلع في الكرملين إن هذه العملية أصبحت ممكنة بفضل «مستوى الثقة العالي» بين الرجلين.
وبالنسبة للمسؤول الأميركي الكبير فإن الطريقة التي تمت بها إدارة هذه القضية تعكس «التقدم الذي أحرزناه في العلاقات الأميركية ـ الروسية».
وكان الجواسيس العشرة الذين يعملون لحساب روسيا مثلوا امس الاول أمام محكمة فيدرالية في نيويورك أقروا أمامها بذنبهم بعضهم بلكنة روسية لكن جميعهم تحدثوا دون مساعدة مترجم باستثناء الصحافية الأميركية-البيروفية فيكي بيلايز التي رفضت التكلم بالإنجليزية.