فيما تبدو جمعية الوفاق الوطني الاسلامية واثقة من اكتساح المناطق الشيعية ما يضمن لها 18 مقعدا من اصل 40 في مجلس النواب المقبل، تمثل الدوائر المختلطة مذهبيا الأمل الوحيد لمرشحي اليسار والمستقلين والنساء.
وبينما يتنافس اكبر تيارين سنيين، الإخوان المسلمون والسلفيون، في المناطق السنية، يرى مراقبون ان الدوائر المختلطة يمكن ان تشهد اختراقات محدودة لمرشحين من خارج التكتلات الكبرى.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان ان «الوفاق واثقة تماما من فوز مرشحيها الثمانية عشرة في هذه الانتخابات».
واضاف «في انتخابات 2006 حسم مرشحونا فوزهم منذ الجولة الاولى في الدوائر المختلطة وهذا العام وحسب قراءاتنا فان نسبة الفوز فيها ستكون اكبر من نسب 2006».
لكن الأمين العام لجمعية المنبر الديموقراطي التقدمي (يسار) حسن مدن اعلن في تصريح لفرانس برس ان «الدوائر المختلطة تمثل فرصة للتيار الوطني وللمرأة في إحداث اختراق محدود في هذه الانتخابات».
واشار الى ان «المنافسة مع جمعية الوفاق قد تدفع قطاعا من الناخبين خصوصا السنة الى التصويت الى اي مرشح بديل آخر حتى لو كان من اليسار»، مضيفا ان ذلك «قد يمثل أملا لنا ولبقية المرشحين والنساء».
وبحسب مدن، فإنه «من الواضح ان السلطة تفضل ايضا وصول مستقلين الى البرلمان خصوصا في الشارع السني الذي قد يميل للتصويت لصالح مستقلين سواء من الإسلاميين او الليبراليين».
وأشار خصوصا الى المنافسة التي تخوضها اكبر جمعيتين في الشارع السني هما المنبر الوطني الإسلامي (اخوان مسلمون) والأصالة (سلفيون) بعد فشل محاولات للتحالف بينهما في هذه الانتخابات على غرار التحالف الذي خاضتا به انتخابات العام 2006.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر نائب رئيس جمعية الأصالة وعضو مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة ان «هذه المنافسة يمكن ان تدفع الى خسارة احدى الجمعيتين في بعض الدوائر»،
مستدركا «لكن لصالح إسلاميين مستقلين وليس لصالح مرشح يسار او امرأة».
من جهته، اعتبر أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار أن «الدوائر المختلطة بين السنة والشيعة تمثل بالفعل أملا للتيار الوطني والمرأة والمستقلين»، مضيفا ان خسارة الإسلاميين السنة خصوصا لبعض المقاعد مرهون «بقدرة الناخبين على حسم قراراهم منذ الجولة الأولى».وأضاف «إذا كانت هناك جولة ثانية جراء تشتت الأصوات فإن مرشحي الاخوان والسلف سيكونون قادرين على حسم الأمور لصالحهم نظرا لخبرتهم في التحشيد الجماهيري».
ومن المقرر ان يتوجه الناخبون البحرينيون الى صناديق الاقتراع غدا لاختيار ممثليهم في مجلس النواب وفي خمس مجالس بلدية في محافظات المملكة الخمس.وقبيل انطلاق هذه الانتخابات غدا، حشدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر جماعات المعارضة في البحرين، عشرات الآلاف من أنصارها في مسيرة مساء أمس الأول، في محاولة لإظهار أنها لم تفقد شعبيتها بين مؤيديها قبيل انتخابات هذا الأسبوع.
وشارك في تلك المسيرة ما يتراوح بين 30 و40 ألف شخص في ضواحي العاصمة البحرينية المنامة، في عدد تجاوز توقعات المنظمين.وتجري المنافسة على 35 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 40 في الجولة الأولى من الانتخابات، مع تمكن 5 مرشحين من تأمين مقاعدهم بالفعل.