قال عضوان من الأسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين امس الاول ان الوثائق التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» ليس لها تأثير على حلفاء واشنطن في دول الخليج العربية لان من الواضح ان البرقيات لا تعكس السياسة الرسمية الأميركية.
وأشارا في مناقشة بمؤتمر أمني خليجي إلى انه يتعين انتظار نشر جميع البرقيات التي حصل عليها الموقع وعددها ربع مليون برقية قبل اصدار تقييم نهائي بشأن التسريبات.
وتوفر برقيات عن الديبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط بعضا من أكثر الأوجه اثارة للجدل لتلك التسريبات.
وأشارت وثيقة مهمة إلى ان خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حث الولايات المتحدة على مهاجمة منشآت ايران النووية، وورد انه نصح واشنطن بـ«قطع رأس الأفعى». وقال الرئيس السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل في مناقشة بمؤتمر حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره بريطانيا ان ما كشفه «ويكيليكس» مجرد تسريبات لا بيانات رسمية. وأضاف انها لا تؤثر على صنع القرار أو صنع السياسة أو التفكير الاستراتيجي في المنطقة. وتابع الأمير تركي شقيق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ان الصورة الكاملة لن تتضح الا عند الكشف عن جميع الوثائق. وأشار وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد الخليفة إلى ان البرقيات ألقت الضوء على تفكير الدول العربية.
وقال ان طريقة تفكير المناطق الاخرى سيكشف عنها حين تنشر المجموعة الكاملة من الرسائل. ومثل الأمير تركي هوّن الشيخ خالد من التأثير الفوري للتسريبات، ونفى نفيا قاطعا ان يكون هناك تأثير على الأمن القومي للمواطنين، كما قال انه لا يتوقع تأثيرا كبيرا على السياسات.
من جهته، أعلن العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية موقفه بصراحة حول موقع «ويكيليكس»، حديث الساعة، الذي أثار عاصفة من ردود الأفعال، بعد تسريبه لآلاف الوثائق التي تخص السفارات الأميركية وديبلوماسيتها في أنحاء مختلفة من العالم.
وقال القذافي في حديث إلى طلاب وأساتذة كلية لندن للاقتصاد عبر الدوائر المغلقة «أنا مع الحرية، وضد حجب الأفكار والموقع «ويكيليكس» مفيد في كشف المناورات والأكاذيب وما يجري خلف الكواليس ضد الشعوب، وفضح النفاق العالمي والضحك فوق الطاولة بينما الأيادي تلدغ وتلسع تحتها».
وحذر من استغلال الموقع من أجل أهداف مغرضة شريطة أن يكون ما ينشر من كلام فيه حقيقيا، أما إذا كان الموقع يريد نشر أي كلام مغرض أو ملفق فإن الموقع يفقد قيمته ويصير منبرا للتزوير وقد يستغل من قبل آخرين وبذلك يفقد مصداقيته ويصير هدفا للدعاوى القضائية. وأضاف القذافي: «لقد كشف الموقع كل ما كتبته السفارات الأميركية سرا لواشنطن، معبرا عن أمله في أن يستمر الموقع في الكشف عن الوثائق»، مستدركا: «لكن إذا بدأ الاصطياد في الماء العكر فإنه سيشوه مصداقيته».
كما أبدى القذافي استعداده للرد على أي وثائق نشرها «ويكيليكس» عن ليبيا، وقال: «لا علم لي إن كان الموقع نشر أي وثائق عن ليبيا، ولكن إن سمعتم أو قرأتم حول ليبيا في الوثائق فأنا مستعد للحديث معكم حولها».