بيروت - عمر حبنجر
ليس ثمة ما يضمن ان تكون جلسة الانتخاب الرئاسي المقررة يوم السبت المقبل افضل من سالفاتها، فالاجواء الاقليمية على حالها من الغموض، والاجـــواء الداخلية مرتبطة بها، المعارضة ترفض المـــوالاة والموالاة تنظر الى المعارضة كحصــــان طــــراودة بعجـــلات اقليميـــة.
هناك امور خلافية كثيرة تم تذليلها، وهناك امور مازالت عالقة كالمنجل في الزلعوم، وليس اقل منها خطورة ان الامور التي تم التوافق عليها منذ مؤتمر الحوار الوطني الاول لم تعرف طريقها الى التطبيق، وبالتالي لم تسهم في تذليل العقبات الاخرى، لذلك يستمر الوضع اللبناني المتأزم في حالة مراوحة.
وفي رأي قوى الاكثرية ان المعارضة تربط الانتخابــــات الرئاسيـــة بشروط اهمها على الاطلاق قـــدرة السيطـــرة على الحكومـــة العتيـــدة.
ودليل الاكثرية انه في المفاوضات المباشرة او عبر وسطاء تنازلت المعارضة، وبالذات العماد ميشال عون رئيس تكتل الاصلاح والتغيير عن تحفظه على تشكيل النائب سعد الحريري للحكومة، واتفق على ترك هذا الامر الى الاستشارات الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية العتيد، لكن هذه المعارضة تريد 13 وزيرا مقابل 17 للاكثرية اي الثلث المعطل كما تقول الاكثرية او «الضامن» كما يصفه المعارضون، بحيث يبدو ان المطلوب الا تعود الاكثرية اكثرية حكومية، اي تصبح اقل من نصف الحكومة بعد اجتزاء حصة رئيس الجمهورية من رصيدها بحيث تستحوذ المعارضة على اكثر من «الثلث المعطل» الذي وافق النائب الحريري على ان يكون لرئيس الجمهـــوريــــة حرصـــا على صوتـــه الــوازن.
وآخر الصيغ المطروحة خفض وزراء الاكثرية الى 14 والمعارضة الى 10، وتسجيل الستة الآخرين على خانة رئيس الجمهورية الجديد، كي تكون له كتلة وزارية قادرة على دعم موقفه في مجلس الوزراء ولو لم يطلب ذلك وهذه الصيغة اقترحها رئيس المجلس نبيه بري.
واستبعدت اوساط الاكثرية امكانية حصول حلحلة سياسية قبل موعد الجلسة العاشرة للاستحقاق الرئاسي بسبب التأثير الكبير للمعطيات الاقليمية على مفاصل القوى الداخلية.
القوات يستعجل اجتماع الحكومة
على اي حال، هناك مشاورات كثيفة لقوى 14 مارس وكذلك لقوى 8 مارس المعارضة تمهيدا لتحديد المواقف، في حين استعجل حزب القوات اجتماع مجلس الوزراء لاقــــرار مشـــروع قانــــون لتعديل الدستـــور وارساله الى مجلـــس النواب من منطلـــق اولوية تعديل الدستــــور ورفـــض اي مخرج آخـــر غـيــر دستـــوري للانتخـــاب.
وفي غمرة هذه التعقيدات، قالت مصادر نيابية في تكتل الاصلاح والتغيير لـ «النهار» ان النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديموقراطي دخل على خط المساعي، ويبدو انه بدأ يشكل قوة دفع ايجابية للحل.
وتحدثت عن التزام بري بالمرجعية التفاوضية للعماد عون بعدما فوضت اليه قوى المعارضة هذه المهمة، وقالت ان بري ابلغ ذلك بوضوح مرتين امس الى النائب ابراهيم كنعان قبل ان يعقد بري خلوته مع النائب الحريري وبعد الخلوة كذلك.
وافادت بأن بري ارجأ جلسة اول من امس اثر تراجع الحريري عن التفاهم الذي تم في رعاية وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على اعتماد توسيع الكتل النيابيــــة في الحكومـــة.
كما ابدى بري استعداده لرعاية لقاء في اي لحظة بين عون والحريري حتى في مجلس النواب للتوصل الى تفاهم، وانه طالب الحريري بالتفاوض مع عون.
عون: الحل يمر بي
في المقابل، اعلن عون من الرابية انه يفاوض باسم المعارضة وان الكلمة الفصل موجودة بيده، وبنود التفاوض متفق عليها وهي فـــي جيبـــه.
ورأى ان عدم التوصل الى تفاهم سياسي حول انتخابات الرئاسة في لبنان بين الاكثرية والمعارضة يعني عدم حصول انتخابات لوقت طويل.
وقال في احاديث تلفزيونية امس وردت مقتطفات منها في بيان صادر عن اعلام التيار الوطني الحر الذي يرأسه: اذا لم يتم التفاهم فلن تحصل انتخابات ولا اي تعديل دستوري يهدف الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا.
واضــــاف: اذا لم نستطــــع التفاهـــــم الآن، لا اعتقد اننا نستطيع التفاهــــم بعد اسبوعــــين او ثلاثة او بعد شهــــر او شهريــــن، مضيفـــــا «اعتقد ان الموضــــوع اصبــــح واضحـــــا، فلنــــأخذ فرصة طويلة» (اي استراحــة طويلــة).
الصفحة في ملف ( pdf )