بيروت - عمر حبنجر
اليوم السبت، محاولة عاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، والأرجح انها لن تكون أجدى من سابقاتها، وبالتالي ليس هناك ما يوحي بانعقاد الجلسة. وماذا بعد؟ لا أحد يدري متى ينتهي عهد الفراغ وتفتح أبواب بعبدا للعماد ميشال سليمان العائد منتصرا في أعظم معركة يخوضها الجيش اللبناني في وجه الارهاب الخارجي. الاتصالات جارية داخليا واقليميا ودوليا، ومستمرة لوقف اندفاعة لبنان نحو الفوضى، وقوى 14 مارس ترفض الكلام مع صاحب الورقة، أو «البوسطجي» كما يصفه بعض الأكثريين، فالمعارضة تريد جعل الرابية مرجعية سياسية، بينما قوى الموالاة التي شطبت اسم العماد عون من لائحة المتسابقين الى بعبدا، لا يمكن ان تعيد له الاعتبار من خلال مفاوضته بالذات، حتى لا تكرس مقولة انه الملك وصانع الملوك. وقد استجد على مسرح التجاذبات الرئاسية اللبنانية أمس تصريح الرئيس جورج بوش الذي دعا فيه الى انتخاب رئيس بـ «النصف + 1» وهذا ما اندفعت المعارضة للرد عليه.
حزب الله: أوامرك مرفوضة
الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، قال تعليقا على كلام الرئيس بوش: طالعنا الرئيس الأميركي بسوء طالعه وأوامره المباشرة لجماعته في لبنان باجراء الانتخابات الرئاسية بـ «النصف + 1»، معتبرا انه في الوقت الذي يسعى فيه اللبنانيون الى التوافق يدق بوش الاسفين بينهم رافضا هذا التوافق. قاسم خاطب بوش قائلا أوامرك غير قابلة للتنفيذ ووصايتك مرفوضة، وتوجه الى «الأكثرية» بالقول: سلة مطالب المعارضة تحصن حكم الرئيس ولبنان، فلا تضيعوا المزيد من الوقت، ونحن حاضرون لهذا الانجاز وتحصينه بأسرع وقت.
جعجع: لبنان حالة ثابتة
رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع قال: اذا استمرت العرقلة على هذا النحو، سنرى ما يجب من خطوات، اما ما يتعلق بزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديڤيد وولش فأنا توقفت عند نقطة واحدة من كل الذي قاله في جلسة طويلة معه، وهو انه تمت دعوة سورية الى مؤتمر «انابوليس» ولا تعتقدوا ان هذا يعني ان هناك أي تغيير في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ما يعني ان للبنان موقعه الثابت في الاستراتيجية الدولية، واذا حصل تفاوض في المنطقة حول فلسطين والعراق، يحصل التفاوض حلا لذاته. وأشار الى استراتيجيتين تحت البحث الآن لمواجهة هذا الواقع في حال وصلنا الى نهاية السنة ولم يتم انتخاب رئيس للجمهورية ولكن كلتيهما مازالت تحت البحث. وكان جعجع يتحدث بعد لقائه القائم بالأعمال الفرنسي لوبران الذي تلا بيانا مكتوبا، اعتبر فيه ان الفراغ الحالي في رأس الدولة هو حال خطيرة وغير مقبولة ويجب اطالتها أكثر من ذلك.
الحريري يرد على المعلم
النائب سعد الحريري رد على تصريحات وزير الخارجية السورية حول لبنان، معلنا ان لبنان لن يعود الى الوراء وسيواجه من يريد له ان يعود الى أزمنة الوصاية والتسلط. وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي ان المعلم يقدم دليلا جديدا على تدخل النظام السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية ومشاركته المباشرة في تعطيل الانتخابات الرئاسية.
وأضاف: ان هذا النظام لن يرجع الى لبنان مهما حاول الى ذلك سبيلا، ومهما استخدم من ضغوط وأدوات وان الشعب اللبناني لن يقف مكتوف الأيدي امام من يريد للبنان ان يعود الى أزمنة الوصاية حيال رياح التعطيل التي تهب عليه من قصر المهاجرين وتريد للبنان ان يعود الى ازمنة الوصاية والتسلط، ازمنة صدور فرمانات بعثية بتسمية الرؤساء والتدخل في كل شاردة وواردة، في حياتنا الوطنية. وكان وزير الخارجية السورية وليد العلم اتهم واشنطن بتعطيل التوجه السوري - الفرنسي للحل في لبنان، وقال في مؤتمر صحافي ان ديڤيد وولش، قال ان واشنطن ليست مع التوافق، انما تريد غالبا ومغلوبا، وتريد ان تحتكر الأكثرية القرار السياسي في لبنان، وان سورية تلعب دورا بناء ولا تتدخل، بل تسهل.
وئام وهاب: ليرسل بوش أساطيله
الوزير السابق وئام وهاب دعا النائب وليد جنبلاط لتلاوة فعل الندامة والاعتذار من سورية والمقاومة، مؤكدا انه لن يقبل بالنائب سعد الحريري رئيسا للحكومة علما انه ليس بنائب ولا رأي دستوريا له.
وعن انتخاب رئيس بالنصف + 1 من جانب الموالاة قال وهاب: انا وللمرة الاخيرة ونصيحة لوجه الله: إن شاء الله يعملوها كي نعجل في تخليص الناس من الازمة، وهذا الامر اذا حصل سيكون اول رصاصة تطلق على حدودنا، وسيكون ردنا قاسيا جدا،
مؤشرات ضاغطة على سورية
نائب أكثري واسع الاطلاع، كشف لـ «الأنباء» عن مؤشرات الى تحول اميركي - اوروبي سريع في الموقف مع سورية، تمثل بوقف الاتصالات معها وتقريب موعد اطلاق المحكمة الدولية من منتصف السنة المقبلة الى شهر فبراير، ومن هذه المؤشرات، ان مؤتمر موسكو حول الجولان قد لا يعقد، وان حضور القمة العربية في دمشق سيكون على المستوى الوزاري مع احتمال فرض عقوبات اقتصادية دولية، مع الحظر المتدرج على بعض المسؤولين السوريين.
الصفحة في ملف ( pdf )