عواصم ـ عاصم علي والوكالات
مع طرد محمد دحلان من اللجنة المركزية لحركة فتح، نتيجة طموحاته المقرونة بالفساد، والهادفة الى الاطاحة برئيس السلطة محمود عباس، كما تقول مصادر السلطة، برز صراع مستجد داخل اللجنة المركزية، قطباه، عباس زكي، السفير السابق في لبنان، وعزام الاحمد الذي يقود ديبلوماسية فتح في الحوار مع حماس والمنظمات الاخرى.
وتقول مصادر فلسطينية في «عين الحلوة» لـ «الأنباء» ان هذا الصراع لم يكن ليظهر الى العيان، قبل الاطاحة بدحلان، الذي مازال يحتفظ ببعض النفوذ، وهدف هذا الصراع خلافة الرئيس محمود عباس في قيادة فتح والسلطة.
ويعتبر اللواء سلطان ابوالعينين امين سر فتح السابق في لبنان من ابرز المحسوبين على خط دحلان داخل الحركة والمخيمات، يقابله عباس زكي السفير السابق في لبنان وصاحب النفوذ، الذي فقد نائبه اللواء كمال مدحت، الذي قضى اغتيالا على طريق مخيم المية ومية شرقي عين الحلوة، ولم تتوصل التحقيقات الى كشف الفاعلين بالتحديد.
وتضيف المصادر ان هذا الصراع انعكس سلبا على العلاقات داخل هيكلية سفارة فلسطين في بيروت، حيث يتصاعد الخلاف بين السفير عبدالله عبدالله، المدعوم من الرئيس عباس، والملحق في السفارة اشرف دبورة المحسوب على سلطان ابوالعينين، والذي بلغ حد اقدام دبورة على طرد احد مساعدي السفير عبدالله من السفارة ومنعه من الدخول اليها مجددا.
وهكذا يتعين على عباس زكي مواجهة بقايا دحلان وسلطان ابوالعينين في فتح، الى جانب المنافس الصاعد عزام الاحمد، الموجود حاليا في لبنان في اطار مهمة كلفه بها الرئيس عباس، وشملت لقاءات مع الرؤساء اللبنانيين، ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي الذي جدد تأكيد الرفض اللبناني لتوطين الفلسطينيين والتمسك بحق العودة الى بلادهم والى الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس. وتخشى المصادر الفلسطينية ان يظهر الصراع الخفي داخل قيادة فتح، الى العلن، في ضوء مقررات مؤتمر الحركة ونتائجه على مستوى مخيمات لبنان، مع ما قد يحمل في طياته من انقسامات وانشقاقات.
في سياق اخر اعتقلت السلطات البريطانية زعيم «الحركة الإسلامية» في أراضي 1948 الشيخ رائد صلاح بعد دخوله الى بريطانيا. وقالت وزيرة الداخلية تيريزا ماي ان وكالة حدود المملكة المتحدة تتخذ إجراءات لترحيل الشيخ صلاح، لافتة الى ان السلطات فتحت تحقيقا في كيفية دخوله لندن على رغم وضعه على قائمة الممنوعين من دخول البلاد.
وأعلنت حملة التضامن مع فلسطين ان الشرطة البريطانية اعتقلت الشيخ صلاح في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الماضي. وقالت رئيسة الحملة سارة كولبورن ان الشيخ صلاح قائد منظمة سياسية شرعية، مشيرة الى انه أعلن رفض كل أشكال العنصرية ومن بينها معاداة السامية.
وقال فاروق بجوا محامي الشيخ صلاح ان الأخير «لم يكن على علم بوجود حظر على دخوله ولم يحاول إخفاء هويته عند دخوله بريطانيا». أما وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي فأكدت ان من المهم التعليق على هذه القضية على رغم ان الحكومة لا تعلق عادة على القضايا الفردية. وأضافت ان «في إمكاني تأكيد استثنائه (من السفر الى بريطانيا) واستطاع الدخول الى البلاد. انه اليوم معتق ووكالة الحدود في المملكة المتحدة تتخذ الإجراءات لترحيله. وبدأنا تحقيقا كاملا في كيفية تمكنه من الدخول الى بريطانيا».
وقالت ماي: «أؤكد انه تم منعه من دخول البلاد ولكنه استطاع الدخول. لقد تم القبض عليه عن طريق وكالة الحدود في المملكة المتحدة والتي تعمل الآن على ترتيب إجراءات إبعاده».
وأضافت: «هناك تحقيق دائر الآن لمحاولة فهم كيفية دخوله الى البلاد».