حث زعيم تنظيم القاعدة في العراق المسلحين على قتل السنة الذين انضموا الى القوات الأميركية من خلال مشاركتهم في مجالس الصحوة المناهضة للتنظيم.
وقال أبو عمر البغدادي في كلمته الصوتية، التي نشرتها مواقع متشددة على الانترنت: «اليوم أقرأ عليكم عظتي وأقول ضحوا تقبل الله ضحاياكم بمرتدي الصحوات، فانهم صاروا للصليب أعوانا وعلى المجاهدين فرسانا».
وهاجم البغدادي في التسجيل الصوتي، الفكر القومي، موضحا أن هذا الفكر يقوم على اللغة والوطن ولكنه لا يقوم على الدين، مشيرا الى ان مفهوم الوطنية، الذي يجب أن يدافع عنه المسلم، هو «تلك الدار التي تعلوها شريعة الله وتكون فيها العقيدة سلوكا ومنهاج حياة».
من جانب آخر، أعلن «أبو عمر البغدادي» عن مقتل «أبوميسرة الغريب» أحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة، والذي سبق أن أعلن الجيش الأميركي قبل نحو شهر عن مقتله في اشتباك مسلح، وكان الجيش الأميركي أعلن في ديسمبر ان «أبو ميسرة» وهو من أصل سوري، كان ضمن تسعة أعضاء كبار في القاعدة قتلوا في نوفمبر الماضي. ووصفه الأميركيون بأنه مستشار الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق «أبو مصعب الزرقاوي».
وكان أيمن الظواهري، المساعد الأول لزعيم تنظم القاعدة أسامة بن لادن، قد أدان زعماء وشيوخ القبائل العراقية الذين تحالفوا مع القوات الأميركية في العراق ضد مقاتلي القاعدة ووصفهم بأنهم «خونة».
وقال الظواهري في شريط مصور ان أولئك الشيوخ القبليين سيواجهون بالثأر ما ان تترك القوات الأميركية العراق.
وفي نفس السياق قال علي حاتم السليمان رئيس عشائر الدليم في الأنبار، ان مرشحي مجلس صحوة المحافظة الـ 15 لملء حقائب وزارية شاغرة تعود لجبهة التوافق بعد قرار انسحابهم من الحكومة تحظى بتأييد الجبهة، بوصفها الممثل الرئيسي للسنة العرب.
وأوضح السليمان في تصريح صحفي امس أن رئيس جبهة التوافق وعضو مجلس النواب عدنان الدليمي اكد أن الأخيرة تدعم المرشحين الـ 15، وستصوت لهم في البرلمان في حال ترشيحهم من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي بدلا عن جبهة التوافق.
وشكل عدد من العشائر العربية تنظيمات أطلق عليها «مجالس الصحوة» في عدد من المحافظات، منها الأنبار وديالي وصلاح الدين والموصل، ضمت الى صفوفها الآلاف من أبناء العشائر والقبائل العربية، حيث قامت القوات الأميركية بالتعاون مع الحكومة العراقية بتسليحهم، بهدف محاربة التنظيمات المسلحة وخاصة تنظيم «القاعدة».
ونجحت «قوات الصحوة» في اعادة الأمن الى عدد من المدن في المناطق الساخنة، وأبرزها الأنبار وصلاح الدين، بعد أن طردت منها عناصر التنظيمات المسلحة، وفي الاطار نفسه قال عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق ان الأخيرة تدعم مرشحي مجالس الصحوة في حال اختيارهم، وأضاف «مجالس الصحوة منا ونحن منهم، وسنصوت لهم وندعمهم في البرلمان اذا عرضهم المالكي كمرشحين بدلا من وزرائنا».
يشار الى ان اعضاء مجالس الصحوة في العراق أصبحوا أهدافا للعديد من الهجمات التي نفذها مسلحون خلال الشهر الجاري.
وكانت الهجمة الاخيرة من هذه الهجمات، تلك التي نفذت في 20 الجاري في بلدة كنعان بمحافظة ديالى، والتي أدت الى مقتل 13 شخصا، بينهم جندي أميركي.
وقبل عدة أيام، وتحديدا في 16 الجاري، شن مسلحون هجمات على عدد من أعضاء مجالس الصحوة في بلدة المفرق الواقعة الى الغرب من بعقوبة، فقتلوا ثلاثة من أعضاء مجلس صحوة البلدة.
وقبل شهر أيضا، شن مسلحون تخفوا بزي أعضاء في مجلس صحوة في حي «حور رجب» جنوب غربي بغداد، وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا.
الصفحة في ملف ( pdf )