صنعاء ـ العربية.نت ووكالات: شكك قيادي رفيع ووزير حالي في حكومة تصريف الأعمال اليمنية في تصريحات عدد من المسؤولين اليمنيين بشأن الحالة الصحية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعالج حاليا بالمملكة العربية السعودية. وقال القيادي اليمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ «مأرب برس» اليمني المستقل إن الذي نعلمه أن صالح أصبح في عداد الموتى سريريا، وكل ما يبث عبر وسائل الإعلام الرسمية من تسريبات تتم بطرق مفضوحة جعلتنا محل سخرية في الوسط الدولي.
وأضاف أن كل المسؤولين الذين يتصدرون للحديث عن الوضع الصحي للرئيس صالح كلهم لا يعلمون شيئا لا من قريب أو بعيد وكل ما يتم الترويج له يأتي في سياق توجيهات من «العائلة الحاكمة»، حسب تعبيره.
وتابع القيادي قائلا: «لقد تحولت اليمن من دولة ديموقراطية إلى دولة ملكية يديرها عدد من الضباط الذين يتحركون حاليا ضمن دائرة «حق أبونا وعمنا»، وأن الواقع اليوم يؤكد حقيقة أن هذا النظام قد فقد شرعيته لأنه لم يعد متحكما سوى في عدد من شوارع العاصمة صنعاء وبقوة الحديد والنار. وطالب القيادي الأجهزة المعنية باليمن بسرعة الكشف عن الوضع الصحي للرئيس صالح خلال 48 ساعة، وقال «ما لم يحدث ذلك فإن صالح يمكن القول انه أصبح في حكم المجهول، أو العاجز عن إدارة وضعه الجسدي ناهيك عن أن يقوم بمسؤوليات دولة».
في سياق متصل، نفى مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية امس الأول ما أوردته قناة فضائية عربية على لسان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بان إصابة الرئيس اليمني «خطيرة».
وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان نائب الرئيس لم يتحدث لأي وسيلة إعلامية ان إصابة الرئيس «خطيرة».
وكان نائب الرئيس منصور قد صرح في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية بثت امس الاول بان قطعة خشبية اخترقت صدر صالح وإنه يعاني من حروق في وجهه وذراعيه والجزء العلوي من جسمه. وأضاف أنه من المقرر أن يوجه صالح كلمة إلى الأمة، غير أن تقارير ذكرت في وقت لاحق أن حالة الرئيس اليمني الصحية تحول دون قيامه بتصوير تلك الكلمة. إلى ذلك، أحيا مناهضو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الجمعة رقم 20 منذ اندلاع الاحتجاجات الشبابية المتواصلة منتصف فبراير الماضي، وكانت أول جمعة من التظاهرات الحاشدة هي تلك التي سميت بجمعة الغضب في 18 من الشهر نفسه. وفي هذا السياق، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية اليمنيين إلى الاحتشاد امس في جميع ساحات الحرية والتغيير بمحافظات الجمهورية في يوم أطلقت عليه اسم «جمعة ثورة حتى النصر». وقالت اللجنة التنظيمية في بيان لها إن شباب الثورة مستمرون في الاعتصامات والتصعيد اليومي حتى تتحقق جميع أهداف الثورة الشبابية السلمية. وشهد الأسبوع الماضي تصعيدا مستمرا من شباب الثورة، وخروج مسيرات حاشدة يومية للتنديد بالتدخلات الخارجية في الثورة الشبابية، وخصوصا الموقف الأميركي الذي اعتبروه مخيبا للآمال. وفي السياق نفسه، كشف معارض يمني امس عن ان أحزاب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» ستلتئم اليوم لبحث تشكيل مجلس انتقالي دعا له شباب الثورة اليمنية وسيتم الإعلان عن تشكيله بأقرب فرصة استجابة لضغوط الثوار في 18 محافظة يمنية.
وقال الأمين العام لحزب الحق المعارض حسن محمد زيد «ان المعارضة لم تكن أبدا مع رفض تشكيل المجلس إلا أنها حاولت أن تعطي المبادرة الخليجية الفرصة لحل الأزمة لكنها قررت تسليم الراية الآن لشباب الثورة الذين دعوا لتشكيل المجلس».
وتوقع زيد أن يضم المجلس الانتقالي كل القوى السياسية باليمن من حراك جنوبي وحوثيين ومعارضة الخارج إضافة الى كل الأطراف الفاعلين على الساحة اليمنية لكي يحظى بإجماع عام.
وحول ما تردد عن وجود مخطط لاغتيال قيادات أحزاب المعارضة تشرف عليه المخابرات فيما لو تم الإعلان عن مجلس انتقالي، قال زيد «لن يفعلوا شيئا لان القرار الآن بيد الشباب والثوار».