هدى العبود
أيام قليلة تفصلنا عن العام المقبل 2008 ، موعد احتفال دمشق عاصمة الثقافة العربية فعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الأمانة العامة أو وزارة الثقافة أو محافظة دمشق، فإنه لابد من طرح بعض التساؤلات:
هل الجهود متناسبة مع هذا الاحتفال؟وهل حققنا لدمشق المظهر الواجب؟ رغم بعض التحسينات التي جرت في الشوارع، فالوقت ليس في صالحنا ولا ينتظرنا، باعتبار ان ما جرى من تجديد في بعض الأماكن من العاصمة، لا يمكنه أن يعطي الكثير من الأحياء والمناطق المظهر الجمالي نفسه، فكيف أهدرنا الوقت؟ولماذا لم نمنح بقية مناطق دمشق الاهتمام نفسه؟ وهل سيقتصر تجوال الوفود الزائرة على العدد المحدود من الأماكن التي جددت؟
والسؤال الأهم: ماذا عن دمشق القديمة التي يقصدها كل سائح أو زائر؟
إن تاريخ دمشق - أقدم عاصمة آهلة بالسكان في العالم - هو في تلك الحارات والمناطق القديمة الجميلة فماذا جددنا فيها؟ وماذا أعددنا لها والمناسبة على الأبواب؟
لقد ابتليت دمشق القديمة هذه ، بعدد من القرارات الرسمية، منها ما يعود للآثار والمتاحف، ومنها ما هو لمحافظة دمشق، ومنها ما هو لوزارة السياحة، وتركت مناطقها على ما هي عليه، فلا الجهات الرسمية جددت أو رممت ما يخصها، ولا الأهالي أصحاب الأملاك قاموا بترميمها بعد صدور تلك القرارات أو توجيههم للقيام بذلك، فمن غير الجائز أيضا أن نترك الأبنية القديمة كلها حتى تتداعى دون أن نرممها أو نجددها ونعيد إليها تألقها الأول، خاصة أن أصحابها القدامى لا يستطيعون القيام بذلك مع أن العديد منهم مازال يسكنها.
فالكثير من أبنية دمشق القديمة وحاراتها الجميلة وخاناتها التي تعد تحفة عمرانية أثرية، تحتاج منا كل اهتمام ورعاية، وليكن الاحتفالية فرصة طيبة لتجديد أحياء دمشق القديمة وتجميلها ، لتعود كما كانت آية من آيات الفن ّالمعماري التراثي.
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )