أسست جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بالاشتراك مع إسلاميين آخرين امس الأول حزبا جديدا من المنتظر ان يكون طرفا رئيسيا في أول انتخابات تجرى في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي. وستتنافس أحزاب إسلامية وعلمانية في الانتخابات التي تجرى في يونيو لعضوية جمعية وطنية ستضع مسودة دستور جديد لليبيا.
ويقول محللون سياسيون ان من المرجح ان تظهر جماعة الإخوان المسلمين كأكثر القوى السياسية تنظيما وطرفا رئيسيا في ليبيا المصدرة للنفط التي قمع فيها بشدة الإسلاميون مثل كل المعارضين طوال 42 عاما.
وقال الأمين بلحاج الذي يرأس اللجنة التي تعمل على إنشاء الحزب الجديد لـ «رويترز» خلال مؤتمر امس الأول انه سيضم إسلاميين من مختلف المشارب. وأضاف ان هذا هو المؤتمر التأسيسي لحزب وطني مدني بمرجعية إسلامية. وقال ان هذا الحزب ستؤسسه جماعة الإخوان المسلمين ومستقلون كثيرون غير مرتبطين بأي تنظيمات إسلامية.
في غضون ذلك، قال تقرير للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي ان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي حوصر في الصحراء بعد ان أصاب هجوم صاروخي شنته قوات المعارضة وحلف شمال الأطلسي قافلته التي حاول الهروب فيها في اكتوبر الماضي كان يريد فيما يبدو خوض معركته الاخيرة عندما ضيق أعداؤه الخناق عليه.
وحاول نجله المعتصم ومساعدوه إقناعه بمحاولة الفرار بينما كانوا يزحفون فوق الرمال وسقطت أسلاك كهرباء من محول مدمر على رأسه واصابته شظايا قنبلة أخطأت هدفها بعد ان رماها واحد من رجاله. وجاءت تفاصيل الساعات الاخيرة لحياة الرجل الذي حكم ليبيا 4 عقود في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي شكلت في مارس العام الماضي بعد اندلاع الانتفاضة ضده.
وقال التقرير ان القذافي الذي عزل مع عدد قليل من رجاله داخل منزل تحاصره قوات المعارضة من كل جانب «قيل انه كان يريد البقاء والقتال لكنه اقنع بالفرار».
وتوصلت اللجنة التي رأسها القاضي الكندي فيليب كيرش إلى ان طرفي الحرب ارتكبا جرائم حرب من بينها القتل والتعذيب.
لكن اللجنة قالت ان «الظروف الحالية» في ليبيا يجب فهمها في إطار خلفية «الضرر الذي أصاب نسيج المجتمع نتيجة عقود من الفساد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقمع المستمر لأي معارضة».
وقال فريق التحقيق انه لم يتمكن من الحصول على شهادة مباشرة عن كيفية مقتله، وقالت بعض الروايات ان القذافي قتل برصاصة في الرأس أطلقها احد مقاتلي المعارضة عليه في سيارة إسعاف، وقال الفريق انه لا يملك سوى «شهادات غير متسقة من مصادر ثانوية». وأضاف التقرير ان المعتصم القذافي قرر في 19 أكتوبر الفرار من سرت مع تقدم قوات المعارضة نحو المدينة الساحلية وفي اليوم التالي خرجوا في قافلة من 20 مدرعة وبصحبتهم 200 مسلح وبعض النساء والأطفال.
ووقعت القافلة في كمين نصبه مقاتلو المعارضة وانفصلت عن بعضها، لكن مركبة كانت تتقدم العربة الخضراء التي كان يستقلها القذافي أصيبت بصاروخ لحلف شمال الأطلسي وانفجرت.
وأدى الانفجار إلى فتح الوسائد الهوائية في عربة القذافي وتحت نيران المعارضة لجأ القذافي ونجله ووزير دفاعه ابو بكر يونس للاحتماء بمنزل قريب قصفته قوات المعارضة بعد ذلك. واصطحب المعتصم نحو 20 جنديا وذهب للبحث عن مركبات سليمة وأقنع والده بالمجيء ايضا.
وألقى احد رجال القذافي قنبلة نحو قوات المعارضة القادمة على الطريق في الأعلى لكن القنبلة اصطدمت بحاجز اسمنتي فوق الأنابيب وسقطت أمام القذافي.
وحاول الحارس التقاط القنبلة لكنها انفجرت فقتلته وقتلت معه يونس.
وقال التقرير «أصيب القذافي بشظايا القنبلة التي مزقت سترته الواقية من الرصاص. جلس على الأرض مذهولا ومصدوما وهو ينزف» من وجهه.
ثم رفع شخص من مجموعته راية بيضاء استسلاما.